يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان "روح الحوار عند أوباما... هذا ما تحتاجه أميركا"، حاول الكاتب الأميركي "توماس فريدمان" الإشارة إلى تنوع المجتمع السياسي في الولايات المتحدة، مستنداً في ذلك إلى صعود نجم "باراك أوباما" الذي رشح نفسه ممثلاً للحزب "الديمقراطي" في انتخابات الرئاسة الأميركية. لكن يشعر من يتابع الإعلام الأميركي هذه الأيام أن ثمة مبالغة في تغطية أخبار "أوباما"، وكأن المطلوب توجيه رسالة إلى العالم مفادها: "انظروا جيداً فهذا السياسي الصاعد ذو الأصول الأفريقية يتبوأ مكانة مرموقة في الساحة السياسية". صحيح هذا الكلام، ولكن العبرة بالنتائج، فهل يمكن لأحد أن يتنبأ بوصول "أوباما" إلى البيت الأبيض؟ وهل يمتلك هذا الرجل ما يؤهله للفوز أولاً في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب "الديمقراطي"؟ لا أحد ينكر "بوتقة الصهر" الأميركية أو الحقوق والحريات التي يتمتع بها الجميع على الأراضي الأميركية، لكن لا تزال ثمة قيود على الملونين وذوي الأصول اللاتينية والأفريقية والآسيوية، وهي قيود غير رسمية بالأساس، خاصة عند الحديث عن مناصب في غاية الأهمية كتلك التي تتعلق بالبيت الأبيض والاستخبارات المركزية. فادي ربيع - دبي