الأحداث الأخيرة في البصرة وبغداد حيث وصل الاحتراب إلى دائرة أضيق من السابق متمثلاً في الحرب التي أعلنها "الحزب الإسلامي" على "القاعدة" ووصول الصراع بين أطراف الائتلاف الموحد إلى مرحلة خطيرة, كلها تشير إلى أن هذه الملايين من المسلمين والمسيحيين من عشاق السلام هم على عتبة الانحدار إلى مرحلة جديدة من نضج (الديمقراطية الأميركية في العراق) ربما يكون الأسوأ من مراحلها يتمثل في تمكن قوى الظلام والتخلف (الشبيهة بطالبان) من إحكام سيطرتها على الوضع بشكل عام لتقوم بلعب دورها بشكل شبه رسمي وتضع على الوطن حجراً كبيراً وإلى أجل غير مسمى, ربما تكون الإدارة الأميركية تقصد أيام "طالبان" هذه عندما تتحدث عن القادم من الأيام في العراق فتصفها بالأكثر صعوبة وبالتأكيد مأساوية من التي مضت. إيمان الجميع بحقائق الجغرافيا التي تحكي قصة حياة هذه المركبات الدينية والعرقية مع بعضها لآلاف السنين كما أن اقترابنا جميعاً أكثر إلى تلك الغاية النبيلة في نسج علاقة خاصة بين الإنسان وربه, كل واتجاهه, بحيث لا تلقي تلك العلاقة على المجتمع والمجموع إلا بما تزخر به من أثر إيجابي, كما أن التفاف كل القوى العلمانية الكردية والعربية والمسيحية حول بعضها بعضاً متجاوزة كل أشكال الربح السياسي الرخيص ومنتبهة إلى الخطر المحدق والكفن الذي يحاول أن يلتف حول جسد الوطن -العليل أصلاً- كل هذا يمكن أن يساعد في إيقاف موجة التخلف والجهل والإساءة إلى الأديان وقيمها النبيلة السامية ويعطي بصيصاً من الأمل لطريق بناء وطن يتمتع الجميع فيه بحقوقهم بأمان وسلام ويوفر للأقليات الدينية والعرقية وفي المقدمة منها المسيحيون الشرقيون فرصة التحرر من عقدة مواطن الدرجة الثانية الذي يؤدي كل الواجبات والفروض وله فتات الحقوق. د. وديع بتي حنا - السويد