ليس من مشكلة بين السودان والولايات المتحدة في إقليم دارفور، فهو إقليم سوداني وسكانه سودانيون وصراع سوداني- سوداني صرف، لذلك يجب ألا يكون سبباً لأي خلاف بين الخرطوم وواشنطن. لكن واقع الحال أن الإدارة الاميركية تتهم حكومة السودان بالوقوف وراء بعض الانتهاكات المسجلة في دارفور، والتي ترى واشنطن أنها تجاوزت حدود إمكانية الضمير الإنساني على التحمل والتذرع بالصمت، لذلك يتعين على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في هذا الخصوص وأن يأخذ زمام المبادرة، وأنه ما من مخرج غير التدخل العسكري للقضاء على فرق القتل التابعة لحكومة الخرطوم، وفي الوقت نفسه يجب فرض مزيد من العقوبات الدولية على السودان وحكومته..! علاوة على أن التشخيص الأميركي لأزمة دارفور لا يخلو من مبالغة كبيرة وتسييس واضح، فإن التدخل العسكري أثبت فشله في حالات كثيرة، أحدثها حالة الصومال الذي فقد أمنه بسبب التدخل العسكري الأثيوبي المدعوم أميركياً، فضلاً عن العراق الذي بات أكبر مختبر لإظهار الفشل العسكري والأمني للولايات المتحدة..! وسواء أكانت واشنطن جادة في طرحها فكرة تدخل عسكري دولي في دارفور، أم أنها تبتغي من وراء ذلك مجرد الضغط على الحكومة السودانية وحملها على تنازلات من نوع ما، فإن على إدارة جورج بوش أن تعي أن ثمة كثيراً من أوجه الشبه بين دارفور والعراق؛ إن لجهة المساحة، أو انتشار السلاح، أو التركيبة العشائرية المعقدة، أو انتشار التديُّن... لذلك أرى أنه لا خيار أفضل من خيار الحل الدبلوماسي، ومساعدة السودان على تسوية الأوضاع الإنسانية في إقليمه الغربي! محمد خليفة - القاهرة