يفرد الإعلام العربي مساحات واسعة وتحليلات كثيرة لقضية الانتخابات في دول كثيرة، وتفرد لها صفحات أكثر من اللازم ومبالغ فيها، علماً بأنهم دائماً يعيبون علينا وعلى انتخاباتنا بحجة الديمقراطية وشعارات زائفة يحاولون التقليل بها ن أمورنا السياسية مع أنها تفوق في التقدم والرقي أكثر مما عندهم. وفي هذه الأيام يسعى المرشحان للرئاسة الفرنسية نيكولا ساركوزي وسيجولين رويال اللذان فازا في الجولة الأولى من الانتخابات، إلى كسب أكبر قدر من الأصوات بأي طريقة للوصول إلى كرسي الرئاسة، حتى أن الشيء المضحك أن توضع صور المرشحين على كرات لعبة البلياردو أثناء اللعب. أما أهم المشاهد التي نذكرها هنا فقط للتذكرة، فهي أن نيكولا ساركوزي هو ابن مهاجر مجري، ومع ذلك يقف موقفاً صارخاً من المهاجرين لاسيما المهاجرين المسلمين، كما أنه يتحاشى المواضيع الخارجية ما عدا موقفه المؤيد لإسرائيل وتجاهل القضايا العربية. ساركوزي ورويال، يدعوان إلى الحزم مع إيران وعدم امتلاكها للطاقة النووية حتى ولو كانت للأغراض السلمية، ثم إن ساركوزي لا يُخفي ميوله للولايات المتحدة، ثم إن المرشحين يستخدمون محطات إذاعة صغيرة لمخاطبة الأقليات حتى وإن كان أحدهم على علاقة مؤثرة مع هذه الأقليات. كان المفروض أن تشترك فرنسا في الألعاب الأولمبية المزمع إقامتها في الصين سنة 2008، ولكن فرنسا ستقاطع كل هذه الألعاب لاستعمال الصين حق "الفيتو" في قضية دارفور، هل المرشح الذي سيفوز بالانتخابات سيسير في نفس الاتجاه؟ الأيام القادمة ستكشف ذلك، ويجب ألا تستعين فرنسا بالصين لأن اقتصادها يوازي اقتصاد الولايات المتحدة، وأن تتبع فرنسا سياسة متوازنة. هاني سعيد – أبوظبي