استعرض الكاتب خالد الحروب في مقاله: "دمقرطة المنطقة وعودة منطق المقايضة"، المنشور هنا يوم الاثنين الماضي، ما اعتبره نكوثاً أميركياً بوعد دمقرطة المنطقة، ودعم القوى الداعية إلى ذلك، معتبراً أن واشنطن تخلت عن كل تلك الوعود البراقة في النهاية وفضلت مقايضتها بنوع من التوافق مع الأوضاع القائمة. ومكمن خطأ الكاتب حسب رأيي هو تسليمه أصلاً بأن من حق أي كان أن يجلب الديمقراطية، بهذه الطريقة أو تلك، إلى المنطقة، لأن الديمقراطية ليست شيئاً يُصدَّر أو يمكن فرضه من الخارج، أو إهداؤه معلباً وسابق التفصيل. فمنطقتنا العربية الإسلامية لها خصوصياتها الكثيرة، وشعوبها من حقها أن تقرر ما يصلح لها، وما لا يصلح، لا أن تقرره بدلاً عنها أميركا أو الغرب. وبدل أن يصدر الآخرون إلينا الديمقراطية، لماذا لا يراعونها هم في تعاملاتهم الدولية، إذ ليس سراً أن أميركا تدير السياسة الدولية بطريقة غير ديمقراطية، إن لم تكن شمولية. ومن التناقض الصارخ أن تزعم دولة ما أنها ديمقراطية في الداخل، وتكون في الوقت نفسه شمولية في الخارج، أي في علاقاتها مع المنظومة الدولية. عزيز خميس – تونس