سيتذكر الصوماليون من سكان مقديشو حقبة السنوات الماضية من تاريخ سقوط الدولة في بلادهم ودخولها عصر الفوضى والاحتراب الداخلي، وستعود بهم الذاكرة إلى الأيام العصيبة واللحظات القاتمة في تلك المرحلة، لكنهم لن يتذكروا أبداً لحظة واحدة كاللحظة التي يمرون بها الآن. إن ما تشهده مقديشو في هذه الآونة مأساة إنسانية كبرى بمعنى الكلمة، فيها من الأهوال والآلام والشدائد ما تشيب له الولدان وتنفطر منه الأكباد. دعك من التقارير الأممية التي تحدثت عن نصف مليون نازح ومن الصور التي تظهر أحياء كاملة مدمرة... إن الإنسان الصومالي اليوم يحس لأول مرة بأنه مقهور الإرادة وأن التاريخ يقف ضده! نحن جميعاً نعلم حساسية العلاقات بين الشعبين الصومالي والإثيوبي، وندرك نظرة الصوماليين إلى جارتهم الكبرى إثيوبيا، لذلك فأغلبهم غير راضين عن قرار الحكومة الانتقالية بتفويضها تجريد حملة عسكرية ضد بلدهم، أصبح ثمنها تقويض الأمن الذي نعموا به طوال الفترة الأخيرة، والآن ها هي مقديشو تسبح في دماء أطفالها ونسائها وعجزتها! عثمان محمود - أبوظبي