البريطانيون يرفضون تقرير هاتون ويربطون مصير بلير بمصير بوش


بين تقرير اللورد هاتون والعراق وأسلحة الدمار الشامل التي دقت ناقوس الخطر لتحديد مصير كل من توني بلير وجورج بوش، توزعت الأخبار والمقالات في الصحف البريطانية هذا الأسبوع. وفيما هي مشغولة بالشؤون الداخلية غطت بعض الصحف البريطانية موسم الحج لهذا العام ونشرت صوراً وتعليقات حول هذا الموضوع من الأراضي السعودية.


الشعب يرفض تقرير هاتون


تناولت صحيفة "التايمز" في خاصرة صفحتها الأولى تقرير اللورد هاتون بشأن قضية انتحار العالم د. ديفيد كيلي وتفاعل البريطانيين مع تفاصيل ونتائج هذا التقرير. ففي الشوارع البريطانية لمست الصحيفة انتقاد الانجليز لفحوى التقرير. وعلى أبواب مقر رئاسة الوزراء البريطانية تجمع عدد كبير من الناس معترضين ومنادين بإنصاف هذا العالم وإظهار حقيقة موته. البريطانيون ـبحسب الصحيفة- أحرقوا نسخاً من التقرير، وصرخوا في الشوارع معبرين عن استيائهم لنتائج تحقيق اللورد هاتون التي كان من المتوقع أن تأتي بجديد لافت في هذه القضية.


صحيفة "الغارديان" اهتمت بذات الأمر على مدار الأيام الماضية، وأوردت مقالات عديدة تعكس صورة الشارع البريطاني بعد صدور تقرير اللورد هاتون. وترى الصحيفة أن ما ورد في التقرير حول عدم مبالغة الحكومة البريطانية بشأن تقدير مدى الخطر الناجم عن الأسلحة العراقية قبل الدخول في الحرب الأخيرة ضد العراق، لا يمكن أن يقنع الشعب البريطاني نهائياً.


بوش والانتخابات والعراق


الصحف البريطانية، "الغارديان" و"التايمز" و"الديلي تلغراف" و"الاندبندنت"، عنيت بموضوع الحرج الكبير الذي وقع فيه الرئيس الأميركي جورج بوش أمام العالم بشكل عام وأمام شعبه بشكل خاص نتيجة لعدم قدرته الإجابة على سؤال: أين أسلحة الدمار الشامل العراقية؟


الصحف رأت ـ عبر مقالات عديدة ـ أن الرئيس بوش سيواجه مرحلة صعبة قبل موعد إجراء انتخابات الرئاسة الأميركية، قد تؤثر سلبياً على مستقبله السياسي في البيت الأبيض. تضاف إلى ذلك مسألة مهمة تتعلق بالنظرة العامة لمحاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ومعنى هذه المحاكمة إذا لم تتوفر لدى الولايات المتحدة الأميركية أية أدلة دامغة على وجود أسلحة دمار شامل خلفها النظام العراقي السابق. في ذات السياق رأت "الاندبندنت" في إحدى افتتاحياتها أن اللجنة المكلفة بالتحقيق مع الرئيس الأميركي جورج بوش قد تبدأ عملها بسرية تامة ولا تصدر تقريرها إلا بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية في أميركا، وذلك بهدف عدم التأثير على أجواء هذه الانتخابات الساخنة. وتستند الصحيفة في قولها إلى تصريحات حصلت عليها من مسؤول أميركي رفيع أكد على أن اللجنة درست الوضع تماماً قبل وضع الخطة الشاملة لاستجواب الرئيس بوش.


أين أسلحة الدمار الشامل يا بلير؟


في موضوع مشابه نشرت صحيفة "الغارديان" عدة تصريحات لرئيس الحكومة البريطانية توني بلير يؤكد فيها قرب العثور على أسلحة الدمار الشامل العراقية!. وتتساءل الصحيفة بعد أن تورد تصريحات بلير ذات التواريخ المختلفة: أين أسلحة الدمار الشامل العراقية؟ وأين من يؤكد من الخبراء أن هناك أسلحة دمار شامل في العراق؟


"الغارديان" نشرت تصريحاً لتوني بلير قبيل شن الحرب البريطانية الأميركية على العراق، يقول فيه: "إن الجنود البريطانيين يقومون اليوم بالهجوم على العراق جوا وبرا وبحرا ومهمتهم هي إقصاء صدام حسين من السلطة وإزالة أسلحة الدمار الشامل العراقية". ومن هذا القول تنطلق الصحيفة في نقدها اللاذع لرئيس الحكومة البريطانية توني بلير وترى أنه تراجع سياسياً بصورة مشابهة لتراجع الرئيس الأميركي جورج بوش، فهل يمكن أن يكون المصير واحداً؟


"الاندبندنت" كتبت في هذا الموضوع قائلة إن بلير يخشى أن يتركه بوش في العراء بخصوص أسلحة الدمار الشامل. وأضافت الصحيفة أن مقربين من توني بلير يخشون أن تكون تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة بشأن المعلومات الاستخباراتية حول أسلحة العراق مؤشرا على ميله قريباً إلى الإقرار بخطأ هذه المعلومات مما سيحرج توني بلير الذي يستعد لاستجواب النواب البريطانيين الأسبوع القادم.


الحج على الصفحات الأولى


اهتمت الصحف البريطانية هذا الأسبوع بموسم الحج وحادثة تدافع الحجيج في "منى" التي أدت إلى وفاة أكثر من 250 حاجاً. وفي صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك، نشرت صحيفة "الاندبندنت" في صفحتها الأولى صورة لآلاف الحجاج وهم يقفون على جبل عرفة مرتدين ملابس الإحرام البيضاء، وتظهر الصورة جبل عرفة بحلة بيضاء ناصعة. وفي تعليق على