من يقرأ مقال الكاتب الأميركي كارل جورشمان المنشور في هذه الصفحات يوم السبت الماضي، وعنوانه: "دمقرطة العالم... هل بدأت الموجة العكسية؟"، يظن أنه لا همَّ للأميركيين سوى الدعاية لترويج الديمقراطية ومنظومة القيم المترتبة عليها، عبر العالم. وكأن أميركا جمعية خيرية، أو مؤسسة وقفية تسعى لإشاعة قيم الحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. والحقيقة، على عكس ذلك تماماً. فالنفوذ الأميركي، والقوة الأميركية عبر العالم، لم يكونا في يوم من الأيام في خدمة الديمقراطية أبداً. بل إن ممارسات أميركا وتدخلاتها في الدول الأخرى في الغالب الأعم تكون مُجهضة لأي تقدم ديمقراطي، إن لم تكن منفِّرة من الديمقراطية نفسها، وليس عنا ببعيد ضلوع واشنطن الفاضح في محاولة الانقلاب على شافيز. إن أميركا ضد الديمقراطية. وهذا ما يجب الاعتراف به. محمد شعيب – أبوظبي