استأنفت الإدارة والكونغرس الأميركيان في الآونة الأخيرة جبهة الخلاف مع سوريا، وذلك إثر جلسة علنية عقدتها لجنة العلاقات الخارجية التابعة للكونغرس للاستماع إلى شهادة جون بولتون -وكيل الخارجية لشؤون نزع السلاح والأمن الدولي- إضافة إلى جلسة أخرى وصفت بالسرية جداً يحضرها فقط أعضاء اللجنة المركزية الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وآسيا· ويزعم تقرير بولتون أن سوريا لا تزال تدعم عدداً من المنظمات التي تصفها الإدارة الأميركية بـ الإرهابية ، إضافة إلى الزعم بأن لها برنامجاً طموحاً لتطوير أسلحة كيمياوية وبيولوجية ونووية ·
والسؤال هنا: هل فعلاً ستتحول الآلة العسكرية لتنفيذ استراتيجية الحرب الاستباقية ضد سوريا في حال إقرار الكونغرس لقانون محاسبة سوريا وسيادة لبنان ، في حين أن سوريا ما زالت تعمل جاهدة للحفاظ على علاقات دبلوماسية يمكن وصفها بالمستقرة مع الولايات المتحدة؟ ومن هو المستفيد حقاً من وراء ذلك: هل الإدارة الأميركية أم حكومة الظل الإسرائيلية ؟
ويمكن القول إن هذا الاحتمال بعيد، ولكنه أصبح ممكناً في ظل التغييرات السياسية الجارية حالياً في المنطقة، فالإدارة الأميركية تعمل على معاقبة سوريا ولو على الأقل محاصرتها اقتصادياً لخنقها وتفجيرها من الداخل، وخاصة أن إدارة بوش تحاول جاهدة لتخفيف ضغط الكونغرس عليها بسبب ما تتكبده القوات الأميركية من خسائر يومية كبيرة في العراق، وهي تسعى من خلال حملتها هذه إلى التخلص من ورطتها في العراق· هذا إضافة إلى دور اللوبي الصهيوني الذي يعمل حالياً، على تصعيد الحملة ضد سوريا·
وللحقيقة فالموقف الآن بات صعباً للغاية، وبدت المسائل السياسية في المنطقة تأخذ منحنى آخر من التعقيد، لذا فقد وجب علينا أن نقف ولو للحظة للتفكير، وإلا تحقق فينا القول أكلت يوم أكل الثور الأبيض .
غسان خروب ـ أبوظبي