مطلوب "خريطة طريق" جديدة في فلسطين... وتحريك لـ"التسوية" على المسار السوري سيناريو جديد للتعامل مع الانقسام الفلسطيني في الأراضي المحتلة، ودعوة لتشديد العقوبات على إيران على خلفية طموحاتها النووية، وتشديد على أهمية احتضان سوريا بهدف كسر تحالفها مع إيران ... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. "خريطة طريق جديدة": صحيفة "يديعوت أحرونوت" نشرت ضمن عددها لأمس الثلاثاء مقال رأي لكاتبه "درور زئيفي"، المحاضر بـ"مركز هيرتزوغ للدبلوماسية ودراسات الشرق الأوسط" التابع لجامعة بن جوريون، اعتبر فيه أن وجود "كيانين فلسطينيين"، أحدهما في قطاع غزة يتزعمه محمود الزهار وأحمد جباري، وآخر في الضفة الغربية يتزعمه محمود عباس وسلام فياض، يشكل "فرصة ذهبية أمام الحكومة الإسرائيلية لتبدي حسن نواياها وتظهر للشعب الفلسطيني والعالم العربي بصفة عامة مزايا وإيجابيات العيش في سلام خلافاً للعيش في حالة حرب دائمة". الكاتب رأى أنه من الممكن تحقيق هذا الأمر عبر خريطة طريق معدَّلة. وفي هذا الإطار، قال إن المرحلة الأولى من الخريطة هي من مسؤولية الفلسطينيين في الضفة الغربية التي ينبغي أن تكون خاضعة لسلطة الرئيس عباس ورئيس الوزراء فياض. وبعد ذلك يأتي دور إسرائيل التي عليها أن تُظهر التزامها بالسلام عبر اتخاذ ثلاث خطوات هي: تحويل جميع أموال السلطة الفلسطينية إلى سلام فياض، ورفع معظم نقاط التفتيش داخل الضفة الغربية، وإطلاق سراح المئات من السجناء الفلسطينيين؛ على أن تلي ذلك مفاوضات بين إسرائيل وزعامة "فتح" في الضفة الغربية. وأوضح الكاتب أن الأمر لا يتعلق هنا بـ"اتفاق شامل"، وإنما باتفاق من شأنه السماح للفلسطينيين بـ"عيش حياتهم بدون تدخل إسرائيلي". أما بالنسبة لقطاع غزة، فقد دعا الكاتب إلى تبني معادلة واضحة مع حكومة "حماس"، تقوم على "مقابلة العنف بالعنف، والهدوء بالهدوء، والرغبة في الحوار بحوار من جانب إسرائيل مثلما تقتضي ذلك البراغماتية". التحدي الخطير: صحيفة "جيروزاليم بوست" أفردت افتتاحية عددها ليوم الاثنين الماضي للتعليق على لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في واشنطن بالرئيس الأميركي جورج بوش في ضوء تصاعد ما اعتبرته "خطراً إيرانياً". وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن تحول غزة إلى "معقل لمتشددين مرتبطين بالإخوان المسلمين في مصر، وحزب الله في لبنان، وإيران" تطور خطير يحمل نذر أمور أسوأ قد تأتي لاحقاً في حال لم يتم ضبط قوة إيران الإقليمية، مضيفة أن الأحداث التي شهدتها غزة تبرز الحاجة الماسة إلى اتخاذ "قرار سياسي". وقالت إنه إذا كان الجميع تقريباً يقول إن إيران نووية أمر غير مقبول، فإن الجهود الدولية المبذولة في هذا الاتجاه حتى الآن غير كافية لحمل طهران على التراجع. الصحيفة اعتبرت أن مهمة أولمرت في واشنطن ينبغي أن "تساعد على تركيز الأفكار الأميركية" عبر التأكيد مجدداً على أن إسرائيل "لا يمكنها أن تعيش مع إيران نووية". بيد أن الصحيفة رأت أنه في حال فرضت أوروبا على إيران عقوبات دبلوماسية واستثمارية وتجارية شبيهة بتلك التي فرضتها الولاياتُ المتحدة، إلى جانب عقوبات دبلوماسية ومالية عالمية تدعمها الأمم المتحدة "فمن المرجح أن تجد إيران نفسها مرغمة على تغيير المسار بدون طلقة نار واحدة". سوريا وإسرائيل: في مقال نشر بعدد يوم الاثنين من صحيفة "يديعوت أحرونوت"، دعا "آلون ليل"، المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، إلى التعجيل ببدء مفاوضات سلام على المسار السوري- الإسرائيلي في ضوء ما وصفه باستعداد سوريا اليوم للتخلي عن تحالفها مع إيران، مضيفاً أن اغتنام هذا الوضع الجديد وتغيير المقاربة الأميركية يمكن أن يؤثر بشكل جذري على النزاع الإقليمي. الكاتب قال إن مصلحة إسرائيل العليا تقتضي القطع التام للعلاقات العسكرية بين سوريا وإيران و"حزب الله" وطرد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، من دمشق. وفي هذا الإطار، دعا الكاتب إلى فتح الأبواب أمام سوريا وإنشاء برنامج مساعدات خاص لها، وهو ما من شأنه أن يساهم في تمهيد الطريق أمام اتفاق سلام سوري- إسرائيلي، ودعم المعسكر المعتدل في العالم العربي. غير أن الكاتب رأى أن هذا السيناريو يتطلب من إسرائيل أن تسلم سوريا السيادةَ في مرتفعات الجولان، على أن يتم ذلك في إطار اتفاق تلتزم بموجبه سوريا بجعل الجولان منطقة منزوعة السلاح، وعدم تحويل مواردها المائية، وتوقيع اتفاق سلام وتطبيع للعلاقات بين البلدين. واختتم الكاتب مقاله بالقول إن من شأن خطوة مثل هذه أن تغير الوضع الاستراتيجي بالنسبة لإسرائيل. عودة باراك: صحيفة "هآرتس" خصصت افتتاحية للتعليق على حدث تنصيب إيهود باراك وزيراً للدفاع في إسرائيل خلفاً لعامير بيريتس، وذلك بعد فوزه في الانتخابات الخاصة بزعامة حزب "العمل". الصحيفة رأت أن عودة باراك إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية، بعد غياب دام ست سنوات ونصف السنة، تجعل منه "الشخصية الرئيسية المسؤولة عن حلحلة النظام وتحسين جاهزية الجيش الإسرائيلي من أجل التعاطي مع الفوضى في الساحة الفلسطينية، وخطر التصعيد مع سوريا ولبنان، وطموحات إيران النووية". الصحيفة قالت إن المنتظر من باراك هو إصلاح ما أفسده سلفه بيريتس ورئيس الوزراء إيهود أولمرت، إلا أنها لفتت إلى ضرورة عدم المبالغة في التركيز على دوره في وزارة الدفاع، على اعتبار أن وزير الدفاع "ليس شخصية دفاعية". وقالت الصحيفة إنه لا معنى لعملية عسكرية إذا لم تكن جزءاً من هدف سياسي، لتذهب إلى أن مهمة باراك لا تتمثل في الإشراف على الجيش فحسب، وإنما في التحقق من تحديد الأهداف أيضاً. واختتمت الصحيفة بالقول إنه إذا كان حزب "العمل" تحت قيادة باراك يتطلع لأن يكون بديلاً لحزب "الليكود" تحت قيادة نتانياهو في الانتخابات المقبلة، فإن على باراك أن يدافع عن رؤيته السياسية ويتحرك بسرعة من أجل تنفيذها لأن باراك "لا يمكنه أن يكتفي بالبقاء نسخة دفاعية لأولمرت ونتانياهو". إعداد: محمد وقيف