ما أصعبه من مفترق طرق ذلك الذي أصبحت عليه القضية الفلسطينية، بأفعال أبنائها قبل مكائد أعدائها! كانت القضية الفلسطينية حتى قبل وقت قليل، مهددة بالتقزيم الذي فرضته إسرائيل، مدعومة بالقوى الدولية الكبرى، على القضية ككل، لكن النتيجة القزمية التي انتهت إليها أوسلو، وهي 16% من أرض فلسطين التاريخية، مهددة اليوم بانقسام خطير وقاتل، هو ذلك الذي شرعت كل من "فتح" و"حماس" في تكريسه فعلياً منذ انتخابات يناير 2006 التي أعطت أغلبية المجلس التشريعي لـ"حماس"! وإذا ما استمر التباعد بين الأخوة الأعداء، وواصلت إسرائيل وحلفاؤها جهدهم لاستثمار ذلك التباعد وتعميقه، فالقضية برمتها ستنتهي عند منعطف تصبح فيه مجرد حرب أهلية أو نزاع على السلطة، وهو أسوأ مصير تؤول إليه قضية وطنية على امتداد التاريخ كله! مقداد مصطفى- أبوظبي