تحسرت الكاتبة زينب حفني في مقالها: "الإنسان البسيط... والأوطان المتخاذلة"، مما يعانيه المواطن العربي في كثير من الدول العربية من تأثير قاسٍ لغلاء الأسعار مشيرة إلى مسؤولية محتملة للجهات الرقابية الرسمية وجمعيات حماية المستهلك في عدم الضرب بيد من قاسية على المتلاعبين بالأسعار. ولكن الكاتبة الكريمة لم تركز على مسألة أرى أن لها دوراً كبيراً في تغول وحش غلاء الأسعار واستشرائه ألا وهي سيطرة عقلية الثقافة الاستهلاكية على كثير من الناس، بحيث أصبحوا يلهثون وراء بضائع كمالية لا تلزمهم، ومن ثم يثقلون كواهلهم بأعباء إضافية هي مما يجعلهم يرزحون تحت وطأة أية زيادة مهما كانت طفيفة في الأسعار. والحقيقة أن الثقافة الاستهلاكية الزائدة التي تفرضها وسائل الترويج والدعاية على المستهلكين وتقنعهم بحاجتهم الوهمية إليها هي عامل رئيسي من عوامل فقدان التوازن المالي الذي يعاني منه كثير من الناس في الدول العربية. نسرين الكافي - تونس