"... إننا نؤمن بأن الجالية العربية الأميركية جزء مهم من الناخبين الأميركيين، ونحن نتفهم بواعث قلقكم وانشغالكم. أما بخصوص هذا الحدث الوطني الخاص في ميتشيجان، فإن طلبكم سيحظى بالقبول". هذا مقتطف من رسالة من زعامة الحزب "الديمقراطي" في ولايات آيوا، ونيوهامشر، ونيفادا، وساوث كارولاينا، تمنح العرب الأميركيين تنازلاً خاصاً. وبهذه الكلمات، يكون العرب الأميركيون قد حققوا نصراً مهماً في جهودهم المتواصلة لتأمين دور لجاليتهم في المشهد السياسي الأميركي. ومثلما أشرتُ في عمود الأسبوع الماضي، فلأننا وجدنا أنفسنا في مرمى تقاطع النيران بين ولاية ميتشيجان وما يسمى بـ"الولايات الأربع الأولى" (آيوا، ونيوهامشر، ونيفادا، وساوث كارولاينا)، فإن نجاح "مؤتمر القيادة الوطني" الأميركي العربي كان مهدَّداً وفي خطر حقيقي. حيث يُعقد هذا المؤتمر كل أربع سنوات، وتحتضنه ميتشيجان تاريخياً، خلال السنة التي تسبق الانتخابات الرئاسية؛ وفيه يلتقي العرب الأميركيون لمناقشة مواضيع الانتخابات المقبلة والتخطيط لمشاركة الجالية في الحملات الانتخابية. وبعد سنوات من الإقصاء، تميز المؤتمران الأخيران بمشاركة مرشحين رئاسيين، ما مثل تقدماً بالنسبة للعرب الأميركيين في الحياة السياسية الأميركية. بيد أنه حينما غيَّرت ميتشيجان تاريخ المؤتمر الداخلي للحزب المخصص لاختيار المرشح للانتخابات الرئاسية (primary) إلى منتصف يناير، وهو أمر فيه تداخلٌ مع الدور الذي تلعبه الولايات الأربع الأولى، ردت هذه الولايات على ذلك بأن طلبت من المرشحين توقيع التزام يلتزمون بموجبه بعدم إجراء الحملة الانتخابية في ميتشيجان. ولذلك، فعندما وقع جميع المرشحين "الديمقراطيين" الرئيسيين الالتزام، خشي العرب الأميركيون على مؤتمرهم. وقد ناشدنا الحزب "الديمقراطي" في الولايات الأربع الأولى، وبنينا طلبنا على النقاط التالية: - يُعد "مؤتمر القيادة الوطني" مؤتمراً وطنياً يمنح العربَ الأميركيين عبر الولايات المتحدة فرصتهم الوحيدة لجذب المرشحين خلال هذه العملية الانتخابية. وبالتالي، فلا ينبغي معاقبة المرشحين الذين يشاركون في مؤتمرنا لأنهم "خاضوا الحملة الانتخابية في ميتشيجان". - لقد تم تحديد تاريخ ومكان انعقاد "مؤتمر القيادة الوطني" قبل هذا النزاع بين ميتشيجان والولايات الأربع الأولى بوقت طويل. وبالتالي، فلا ينبغي أن نعاقَب على ذلك. - تُعد هموم العرب الأميركيين بالغة الأهمية بالنسبة للحوار الوطني في 2008؛ وبالتالي، فمن المفيد والضروري أن نسمع آراء ومواقف المرشحين، ويسمعوا آراءنا. والحقيقة أن النقطة الأخيرة تكتسي أهمية قصوى، وأنا سعيد بفرصة الإسهاب فيها وتفصيلها في مناقشاتي مع زعماء الحزب. - من المرتقب أن تشارك في "مؤتمر القيادة الوطني" مجموعة من العراقيين الأميركيين. والحقيقة أنه لا أحد من الأميركيين يعرف مدى وقع الحرب على شعب العراق، ومحنة اللاجئين العراقيين، وعواقب الفشل في "النجاح في الأمر" أفضل وأكثر منهم. ولذلك، فإن هؤلاء العراقيين الأميركيين يستحقون أن نسمع وجهات نظرهم؛ ويستطيعون بكل تأكيد المساهمة في إثراء الحوار الوطني. - على نفس المنوال، يعرف اللبنانيون والفلسطينيون الأميركيون جيداً عواقب الكفاح المتواصل في البلدين اللذين ينحدرون منهما. ولأنهم مازالوا على اتصال مع عائلاتهم وأقاربهم، فإنهم يستطيعون التحدث حول تأثير السياسات الأميركية على صورة الولايات المتحدة ومكانتها في الشرق الأوسط بصفة عامة. - لقد كان العرب الأميركيون، وبخاصة أحدث المهاجرين، شهوداً على تآكل الحريات المدنية والفردية في هذا البلد. وقد عاش العرب الأميركيون، وبخاصة المسلمون منهم، أيضاً تراجع الأدب والكياسة في خطابنا السياسي. كما أننا كنا أهدافاً لجرائم الكراهية بمستويات قياسية، ونستطيع التحدث عن ممارسات التمييز في عملية الهجرة. بخصوص كل هذه المواضيع يمكن للعرب الأميركيين أن يساهموا مساهمة مهمة في الحوار الوطني ويدلوا بدلوهم. وهذه ليست "مواضيعنا" فقط؛ وإنما هي مواضيع البلاد برمتها في الواقع. إنها مواضيع توجد في صلب سجال انتخابات 2008 بخصوص كيف تقدم أميركا قيمها إلى العالم من حيث السياسات والأعمال. ولكل هذه الأسباب وغيرها، فإن للعرب الأميركيين دوراً يلعبونه، وبالتالي، فإنهم لا يستحقون أن يهمَّشوا في سباق 2008. واليوم، ينتقل التحدي إلى المرشحين الرئاسيين للاستجابة وقبول دعوة الجالية العربية الأميركية من أجل المشاركة في "مؤتمر القيادة الوطني". كما أن هناك تحدياً أيضاً بالنسبة للعرب الأميركيين لينظموا أنفسهم ويغتنموا الفرص التي تتيحها لهم حياةٌ سياسية تكافئ من يشارك فيها.