ليسمح لي الدكتور أحمد عبدالملك إذا قلتُ له إنني أختلف مع ما جاء في مقاله القيِّم: "الدعاة... والدور التنويري المفقود"، وإن كنتُ أُشيد خاصة بدعوته إلى أن يولي الدعاة اهتماماً أكبر لما يمكن تسميته بـ"فقه الواقع"، وبدعوته إياهم ألا يكونوا مُنفِّرين متزمتين، يضيقون على الناس منذ وسّع عليهم الشارع الحكيم. إلا أن مكمن اختلافي مع الكاتب الكريم هو ربطه بين الشعر والموسيقى وكأنهما شيء واحد، وحديثه عن الموسيقى نفسها بإطلاق وكأنها صنفٌ واحد أيضاً. فالشعر الذي أقره المصطفى صلى الله عليه وسلم كان بلاغة قولية وليس غناءً أو رقصاً. والغناء عموماً فيه الطبيعي العادي البسيط، وفيه الفيديو كليب المصحوب بالرقص الماجن والمظاهر غير المحتشمة وهذا هو المشكلة. ولذلك كان على الكاتب عدم المصادرة على المطلوب في كلام الدعاة عن الموسيقى وتوجيهه لجهة واحدة. فنقد معظم الدعاة للموسيقى اليوم منشؤه غالباً المظاهر الخليعة والاختلاط وتهييج الغرائز المصاحبة لبعض حالات السماع، وإن لم يكن بالضرورة كلها. الحسيني عبد العال - القاهرة