ربما لا يخفى على أحد مدى المخاطرة التي تمثلها بالنسبة للمصير الفلسطيني، تلك المواقف المكابرة في التمسك بالانتفاضة وما جرته من ويلات على عامة الفلسطينيين· في كل يوم تبعث حماس أو الجهاد الإسلامي أو فتح بمفجرين يوقعون ضحايا مدنيين في إسرائيل، يجد الفلسطينيون أنفسهم في اليوم التالي يدفعون ضريبة الدم والمال تحت رحمة الرد الإسرائيلي الغاضب· فهل يمكن الاستمرار في تغذية هذه الحلقة الجهنمية المغلقة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل؟ جاء وقت كنا نجد فيه قادة حماس يمجدون ذلك القتل ويشيدون بالقتلة والانتحاريين على شاشات التلفزيون، لكن ظهورهم أصبح لا يكاد يلاحظ، خشية من الانتقام الإسرائيلي الذي أصبح لا يوفرهم شخصيا؟ الحقيقة أن الاغتيالات الإسرائيلية في صفوف حماس قد قيدت الكثير من نشاط الباقين منهم على قيد الحياة، ومن ثم يمكن القول إنها بذلك وفرت حياة الكثير من الفلسطينيين أيضا، وذلك من باب رب ضارة نافعة · فهل تتحلى التنظيمات الفلسطينية بالحد الأدنى من المسؤولية والعقلانية السياسية في هذه اللحظة العصيبة من لحظات القضية الفلسطينية.


ناصر عباس ـ الأردن