2007عام القلق... وسيناريوهات (ميدفيديف-بوتين) مشكلات وأزمات 2007، والمشهد الراهن في الانتخابات الرئاسة الأميركية، وثلاثة سيناريوهات للشراكة بين بوتين وميدفيديف، ودعوة لتعزيز الاعتدال في ماليزيا... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. عام القلق: خصصت "جابان تايمز" اليابانية افتتاحيتها ليوم أمس، لرصد ما تراه من تطورات مهمة جرت خلال العام الموشك على الانقضاء، من بينها تنامي الوعي العالمي تجاه الاحتباس الحراري والاعتراف بأنه يشكل تهديداً للجنس البشري، وضمن هذا الإطار فاز آل جور بجائزة نوبل للسلام لجهوده في مجال مكافحة الاحتباس الحراري واقتسم هذه الجائزة مع اللجنة الأممية المعنية بالتغير المناخي. وإذا كان الاحتباس الحراري مدعاة للقلق، فإن هذه المشكلة لا تزال جزءا من معضلة أخرى هي ارتفاع أسعار النفط ووصولها إلى 100 دولار للبرميل، مما يفاقم القلق من إمكانية حصول الدول على النفط كمصدر للطاقة. من مشكلات 2007 أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، وانخفاض قيمة الدولار، مما قد يؤدي إلى تغيرات مهمة في بنية النظام العالمي، لأنها ستغير نمط القرار الاقتصادي الأميركي وستفرض تكاليف جديدة على"الإمبراطورية الأميركية". هذا بالإضافة إلى استمرار التوتر الناجم عن أوضاع بلدان كالعراق وما به من فوضى وإيران ببرنامجها النووي وخطر الانفلات الأمني في باكستان وأفغانستان. انتخابات 2008 تستعر: في افتتاحيتها ليوم أمس الخميس، وتحت عنوان "الانتخابات الأميركية تدخل مرحلتها الأساسية"، رأت "ذي أستراليان" الأسترالية أن مرشحي الانتخابات الرئاسية يجب أن يتخلوا عن الهجوم على خصوصهم استناداً إلى مواقف شخصية، وعليهم أن يوضحوا لناخبيهم حجم التحديات التي يتعين على الولايات المتحدة مواجهتها. وحسب الصحيفة، لا يزال العراق والجوانب الشخصية للمرشحين هي المحور الرئيسي للسباق الرئاسي. الانتخابات ستجري في نوفمبر 2008، ويتعين على المرشحين وضع قائمة من التحديات على رأسها تعزيز الاقتصاد الأميركي؛ فشعار"إنه الاقتصاد ياغبي"، هو الذي أدى إلى فوز بيل كلينتون عام 1992 على جورج بوش الأب، رغم أن شعبية الأخير وصلت قبل عام من إجراء الانتخابات إلى 80%. الآن وصلت شعبية جورج بوش الابن إلى 36% فقط، في ظل أزمة الرهونات العقارية التي تهدد الاقتصاد الأميركي، وتنذر بركوده. المشهد الراهن يضع الحزب "الجمهوري" في موقف حرج، خاصة في ظل غياب الاتفاق على مرشح قوي يستطيع خلافة الرئيس الحالي في البيت الأبيض. الصحيفة لفتت الانتباه إلى احتدام سباق الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية داخل الحزب الديمقراطي، لا سيما بين السيناتورة هيلاري كلينتون والسيناتور باراك أوباما. وفي الحزب "الجمهوري" طفت على السطح أسماء مرشحين كعمدة نيويورك السابق "رودي جولياني" الذي يتساوى في استطلاعات الرأي مع حاكم ولاية ماساشوسيتس السابق "ميت رومني"، إضافة إلى حاكم أركانسو السابق "مايك هوكابي"، والسيناتور "جون ماكين" عن ولاية أريزونا. وثمة عمدة نيويورك الحالي "مايكل بلومبرج" الرجل الثري، الذي تراه الصحيفة ورقة رابحة في السباق الرئاسي، فهو يزعم أن بمقدوره إنفاق مليار دولار من ماله الخاص على حملته الانتخابية. وفي ظل عدم وجود اتفاق على مرشح معين من كلا الحزبين، ستكون الفرصة سانحة لظهور مرشح مستقل، وفي هذه الحالة تكون الأمور في صالح "بلومبرج" عمدة نيويورك، فهو كان "ديمقراطيا"، ثم أصبح "جمهورياً"، واستقال قبل ستة شهور من الحزب "الجمهوري" ليفتح بذلك الطريق أمام احتمالات دخول مرشح مستقل في انتخابات الرئاسة الأميركية، وربما تتغير الموازين لدى مرشحي الحزب "الديمقراطي" في حال قرر "آل جور"- نائب الرئيس كلينتون- دخول هذا السباق. سيناريوهات ما بعد بوتين: أصداء اختيار بوتين للنائب الأول لرئيس الوزراء "ديمتري ميدفيديف" ليكون رئيساً لروسيا، كانت محور مقال "ليليا شيفتسوفا" المنشور بـ"موسكو تايمز" يوم الاثنين الماضي. فتحت عنوان "القوة العاجزة" رأت الكاتبة أن الرئيس بوتين أصبح راضياً الآن كونه استطاع حل معضلته الخاصة بالطريقة التي تمكنه من الحفاظ على سلطاته حتى بعد تركه السلطة ربيع العام المقبل، فبعد أن تنتهي ولايته، اختار منصب رئيس الوزراء."ليليا"، وهي زميل رئيسي في مركز كارنيجي في موسكو، أشارت إلى ثلاثة سيناريوهات قد تترتب على قرار بوتين: السيناريو الأول يكمن في أن بوتين سيتصرف كحارس لميدفيديف، ووفق هذا السيناريو إذا فاز ميدفيديف في الانتخابات الرئاسية، قد يرفض بوتين تولي منصب رئيس الوزراء، وفي هذه الحالة سيكون "ميدفيديف" مضطراً للسير على نهج تقليدي يتمثل في رفض السياسات التي اتبعها النظام السابق، أي يكرر ما فعله بوتين عندما قدم إلى السلطة خلفاً لبوريس يلتسين، وساعتها سيتعين على الرئيس الجديد تدشين قاعدة من المؤيدين، وسيرفض أية رموز لحقبة بوتين. السيناريو الثاني: وهو الأكثر قبولاً يتمثل في العلاقة بين بوتين وميدفيديف سيتنج عنها نوع من الشراكة القائمة على علاقة "الكبير بالصغير"، لكن حتى لو قام بوتين- بصفته رئيس وزراء روسيا- بأعمال متعبة كمراقبة مشروعات الإسكان وتدشين الطرق، وضمان توفير رواتب الموظفين، فإنه سيصبح في نظر الروس محوراً للسلطة، وإذا قبل الكرملين نقل ثقل منصب الرئيس إلى رئيس الوزراء، ففي هذه الحالة ستضرر مؤسسة الرئاسة التي لا تزال المؤسسة الوحيدة المنتعشة في البلاد. في نهاية الأمر، ووفق هذا السيناريو، سيقف المجتمع الروسي ومعه الطبقة السياسية، في حيرة، لأنهم لن يعرفوا أي رجل يطيعون: الرئيس أم رئيس الوزراء؟ وهو ما من شأنه خلق تجاذبات حادة بين النخبة الروسية سيؤدي في النهاية إلى شلل السلطة. السيناريو الثالث:أن يعمل"بوتين وميدفيديف" كفريق موحد يُبقي الوضع القائم كما هو استناداً إلى أسعار النفط المرتفعة وغياب شخصيات بديلة وزخم المقارنة بالفوضى البشعة السائدة إبان حقبة يلتسين. لكن ربما يربك بوتين استقرار روسيا إذا واصل سياساته التي بدأها في ديسمبر الجاري خاصة وعوده برفع الرواتب وزيادة الإنفاق الحكومي، لا سيما وأن الحكومة لم تستطع كبح جماح التضخم خلال العام الجاري. ومن المتوقع ازدياد نفوذ الشركات المملوكة للدولة كـ"غازبروم" و"روزنفت" و"روساتوم" مما يعني التخلي عن المركزية لصالح قطاع الأعمال. نحو مزيد من المعتدلين: في تقريرهما المنشور يوم أمس الخميس، بصحيفة "ذي ستار" الماليزية، وتحت عنوان :ماليزيا بحاجة إلى معتدلين وليس متشددين"، نقل "مانجيت كور" و"إليزابيث لووي" تصريحات لرئيس الوزراء الماليزي عبدالله أحمد بدوي، قال فيها "إن على الماليزيين أن يعطوا الأولوية للتحديث، وألا ينزلقوا نحو التطرف، وما لم يؤكد الشعب على التحديث، فإنه سيتأثر بسهولة برؤى المتطرفين، وأنه ما لم يكن التحديث في صدارة المشهد، فإن التطرف سيهيمن على الساحة...". هذه التصريحات صدرت من بدوي أثناء حفل شاي بمناسبة "الكريسماس"، أقيم في "اتحاد مسيحيي ماليزيا"."بدوي" دعا شعبه إلى التمسك بروح التسامح والاحترام المتبادل التي اعتادوا عليها في مجتمع متعدد الاثنيات. إعداد: طه حسيب