ينامون ليلة رأس السنة الجديدة 2008، كباقي لياليهم الماضية، يلتحفون الجوع والتعب والحسرة، فلا حفلة سهر ولا تجمع للأصدقاء، وشموع وأغاني وأطعمة لذيذة منوعة ومشروبات مختلفة، ولا تعنيهم سنة انتهت وأخرى جاءت، لأن كل أيامهم واحدة، يسودها لون الفقر ورائحته وطعمه. هكذا هم دائماً، إنهم يمتدون وينتشرون في كل بقاع الأرض، معاناتهم واحدة، ومصائبهم واحدة، وجوعهم واحد، وعدوهم واحد أيضاً هو الفقر. هذا الداء القاتل الفتاك، الذي يعتبر علاجه من المستعصيات، مهما تقدمت وتطورت البشرية في زمن التقدم العلمي والتكنولوجيا والصواريخ العابرة للقارات! مادامت أنظمة الاستبداد والقهر وأفكار التخلف والتعصب، هي التي تتحكم في مصائر الملايين والملايين من البشر في العالم. الفقراء، حتى وإنْ انتقلوا إلى عام جديد، وهذا من أعمارهم بالتأكيد، سيقضونه، وكأن الزمن لا يتزحزح عندهم، ولسان حالهم يقول: كل عام ونحن الفقراء من فقر إلى فقر. لكن لابد أن يحتفل الفقراء يوماً ما، بعد أن ينتفضوا ويثوروا على الفساد. كل عام والجميع بألف خير. حمزة الشمخي- كاتب عراقي