مهما يكن الرأي فيما ذهب إليه مقال الأستاذ حلمي شعراوي: "نصف قرن على التضامن الأفرو-آسيوي"، فإن هنالك حقيقة أرى أنه لا يكاد يختلف عليها اثنان، وهي أن التضامن أو التعاون الأفرو-آسيوي، لم يثمر شيئاً يذكر على رغم مرور أكثر من نصف قرن. فمثل هذه الأطر القارية الفضفاضة أثبتت التجارب عدم جدواها، وأنها مبنية على أحلام إنسانية طوباوية لا أساس واقعياً يدعمها. فالفضاء الآسيوي نفسه مختلف التوجهات باختلاف أقاليمه ومناطقه، وكذلك الفضاء الأفريقي. وداخل كل من القارتين سجل الكثير من الفشل في التعاون القاري الداخلي، أحرى أن يكون التعاون الخارجي بينهما مثمراً. هذا إن لم نقل أصلاً إن سند الضعيف على الضعيف يؤدي إلى سقوطهما معاً. عبد الوهاب حامد- الخرطوم