إذا كانت المرحلة السابقة من عمر الحياة السياسية العراقية في حقبة ما بعد صدام حسين، قد شهدت استقطاباً طائفياً حاداً ومباشراً، فإن المرحلة الحالية تعرف حراكاً سياسياً معاكساً تشهد عليه التصدعات التي تعانيها الكيانات الطائفية هذه الأيام. فقد شهد "الائتلاف العراقي" الشيعي شقاقاً وصراعاً داخليين واسعين، كما اهتزت الجبهة السنية المقابلة ممثلة في "مؤتمر أهل العراق"، بل رأينا قوى سنية تنسحب معلنة تأييدها لنوري المالكي، كما تحالفت قوى شيعية مع قوى سنية كانت تصفها حتى الأمس القريب بالتكفيرية والصدامية... إنه حراك عراقي جديد نأمل أن يمهد لإعادة بناء الوحدة الوطنية وتعزيز لحمتها. حسين كرموني- كندا