لاشك أن مقال الدكتور أحمد البغدادي: "العرب والفلسطينيون... بعيداً عن الواقعية السياسية"، يدعو العرب إلى انتهاج سياسة واقعية في إدارة الصراع مع إسرائيل، بحيث إن اختلال ميزان القوى القائم الآن بين الفلسطينيين والعرب عموماً وبين إسرائيل، يجعل الاستمرار في خيار انتزاع الحق بالقوة ضرباً من اللاواقعية. ولكن اختلال موازين القوى مع ذلك لا ينبغي أن يحول الحق إلى باطل، والباطل إلى حق. فما يريده العرب من إسرائيل يدعمه منطق الحق والشرعية الدولية، وهو إنهاء احتلالها لأراضي الغير. ويبدو لي أن من تعلق بحقه المشروع وفق الشرعية الدولية لا يمكن وصفه بعدم الواقعية، إلا إذا كان للواقعية معنى آخر غير معناها المعتاد في المعاجم والقواميس المعهودة. عزيز خميس – تونس