لا شك أن الوضع الحالي في لبنان، يذكرنا بحقبة بائسة من التاريخ العربي، كانت فيها الحروب بين ملوك الطوائف وصراعات السلاطين والولاة المحليين، جسراً للتدخلات الأجنبية ولهزيمة ماحقة حلت بالأمة وظلت ذيولها باقية إلى اليوم. وقد أعجبني العنوان الذي اختاره محمد الحمادي لمقاله الأخير، وهو "لبنان... ملوك الطوائف وحربهم الجديدة". لقد واجه لبنان من المحن والمآسي والشدائد والأزمات ما يكفي لزلزلة أكبر الكيانات وأكثرها رسوخاً، وذلك على أيدي أبنائه من الساسة وأمراء الحرب وقادة الميليشيات وأصحاب الأجندات الأجنبية والإقليمية. وفي كل ذلك يتضح جلياً دور التحالف بين فاعلي الداخل ومصالح الخارج... فمتى يستعيد اللبنانيون وعيهم في حمأة الأخطاء والكوارث التي يرتكبها البعض بحق بلدهم، ليقولوا أخيراً: كفى تدميراً. لبيب ماهر- القاهرة