تحظى المنطقة الغربية في إمارة أبوظبي بأهمية خاصة ضمن الجهود التنموية المتواصلة التي تبذلها حكومة الإمارة. وفي هذا السياق، فقد تمّ اتخاذ العديد من الخطوات الهادفة إلى إحداث نقلة نوعية على صعيد تطوير هذه المنطقة بشكل شامل، وثمّة تصور محدد للنهوض بهذه المنطقة يتمحور حول أهداف رئيسية عدّة، وهي: التنمية الاجتماعية والاقتصادية لسكانها، وتحسين البنية التحتية، والنهوض بوضعية المؤسسات. وضمن هذه المساعي المستمرة لتطوير تلك المنطقة، أعلن مجلس تنمية المنطقة الغربية، وهو الجهة المركزية المعنية بالتنسيق للتنمية والترويج لها، يوم الاثنين الماضي عن الهوية الإعلامية الجديدة للمنطقة، حيث سيطلق عليها اسم "الغربية" باللغتين العربية والإنجليزية. وهذا الاسم سيحافظ على الروح الحقيقية والقيم الثقافية الأصيلة للمنطقة، كما أنه سيسهم في وضع المنطقة في مكان بارز على خريطة العالم. وفي الواقع، فإن هذه الجهود المبذولة لتنمية المنطقة الغربية تتمتّع بأهمية كبيرة، حيث إنها تنطوي على توجّه لإحداث تنمية شاملة في أنحاء الإمارة كافة، وذلك على النحو الذي يضمن توزيع جهود التنمية وعوائدها في مختلف أنحاء أبوظبي، ومما يؤشر لذلك ضخامة الاعتمادات المالية المخصّصة لهذا الغرض، والتي تبلغ نحو 98 مليار درهم لتطوير البنية التحتية والسياحة ولتحقيق التنمية الاقتصادية في المنطقة. وهذا التوجّه يعكس طبيعة الرؤية الاستراتيجية الشاملة لعملية التنمية والتي تقوم على التوسّع الأفقي والنوعي، عبر تكريس الواقع الحالي للتنمية وفتح مسارات جديدة لها في القطاعات الاقتصادية والمناطق الجغرافية كافة. وإذا كانت الاستراتيجية التنموية لأبوظبي تتأسّس على توزيع جهود التنمية على المناطق الجغرافية كافة، فإنه ومما لا شكّ فيه أن توجيه هذه الجهود لناحية تنمية المنطقة الغربية وتطويرها، يحظى بأهمية فائقة، وذلك بالنظر للأهمية الاستراتيجية لتلك المنطقة، فهذه المنطقة التي تغطي مساحة تصل الى 60 ألف كم مربع، تمثّل نحو 71% من المساحة الكلية للإمارات. وتتألّف من سبع مدن رئيسية هي: "زايد" و"المرفأ" و"ليوا" و"غياثي" و"السلع" و"الرويس" و"جزيرة دلما"، وتطلّ على حدود الدولة مع المملكة العربية السعودية ودولة قطر، وهي تتمتّع بثقل اقتصادي ضخم، لأنها تحتضن أكبر مصافي النفط في الدولة إلى جانب قطاع زراعي متطور يشتمل على أكبر وأغنى المزارع في الدولة. ومما لا شكّ فيه أن هذه الجهود المبذولة لتنمية المنطقة الغربية ستكون لها انعكاساتها الإيجابية على مسيرة التنمية الجارية في الإمارة وفي الدولة عامة، ففضلاً عمّا تتمتّع به هذه المنطقة من موارد اقتصادية، فإنها تعدّ واجهة سياحية واعدة للغاية، وذلك بالنظر لما تتمتّع به من مقوّمات وموارد طبيعية هائلة، منها الثروات البيئية النادرة، والمواقع الأثرية العديدة، أضف إلى ذلك أن السياحة في هذه المنطقة ستحظى بدفعة كبيرة خلال شهر أكتوبر المقبل مع افتتاح المرحلة الأولى من مشروع "جزر الصحراء" السياحي الذي يتألّف من 8 جزر طبيعية وبوابة بحرية في منطقة "جبل الظنة" على بعد 250 كلم من العاصمة أبوظبي، والذي يطرح نموذجاً للتنمية المستدامة، وينتهج خطة طموحة لاستثمار المقوّمات والثروات الطبيعية للمنطقة الغربية، بهدف ترسيخ موقعها على خريطة الوجهات السياحية المحلية والإقليمية والعالمية. ومن المتوقع أن يساهم تدشين "جزيرة صير بني ياس" في استقطاب السياح لزيارة المنطقة الغربية في أبوظبي بصورة متكرّرة. ومن المؤكّد أن السياحة في المنطقة الغربية ستنال دفعة قوية خلال شهر سبتمبر 2009 من خلال افتتاح مشروع "قصر السراب" الذي يجري تشييده في قلب صحراء "ليوا" في منطقة "الربع الخالي". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.