وسام الشرف بدرجة "الاستحقاق" للجمهورية الإيطالية، الذي منحه الرئيس الإيطالي، جورجو نابوليتانو، مؤخراً، لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لـ"مؤسسة التنمية الأسرية"، رئيسة "الاتحاد النسائي العام"، رئيسة "منظمة المرأة العربية"، يعكس العديد من الدلالات والمعاني المهمّة. أول هذه المعاني أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لها مكانتها الدولية المرموقة، حيث إن هذا الوسام يعدّ أعلى وسام شرف إيطالي، وتحظى أعمالها الرائدة في مجال خدمة المرأة، والسعي إلى رفع شأنها، وتعزيز دورها وحضورها في المجتمع، بمتابعة وتقدير وإعجاب من العالم كله، وهذا ما تمّ ويتمّ التعبير عنه من خلال العدد الكبير من الدروع والشهادات والأوسمة التي حصلت عليها سموها من جهات مختلفة على مدى الفترة الماضية، سواء إقليمية أو دولية، عربية أو غير عربية، اعترافاً بدورها الرائد في مجال خدمة المرأة ورفع شأنها وتعزيز مكانتها. المعنى الثاني المهمّ في هذا الصدد، هو أن الجهود التي قادتها سمو الشيخة فاطمة، على مدى السنوات الماضية، من أجل المرأة الإماراتية، قد حقّقت هدفها، وبلغت النجاح الذي كانت سموها تريده، وتعمل من أجله بصبر وثقة، ولعل تالا ديونيزي، حرم السفير الإيطالي في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي قلّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّدت سموها وسام الشرف الإيطالي، كانت معبّرة عن واقع الحال حينما وصفت الأعمال التي قامت بها سمو الشيخة فاطمة بـ"القيّمة التي لا تقدّر بثمن". فها هي المرأة في الإمارات أصبحت وزيرة، ونائبة في "المجلس الوطني الاتحادي" (البرلمان)، وسفيرة لبلدها في الخارج، وقاضية ووكيلة للنائب العام، ولم يعد أي مجال من مجالات العمل العام أو الخاص مغلقاً أمامها، أو مستعصياً عليها، وغدت مُشارِكةً أساسيةً وفاعلةً في التنمية في البلاد، وقوة دفع حيوية للتقدّم والإنجاز. المعنى الثالث هو أن سمو الشيخة فاطمة في عين العالم، ليست رمزاً للمرأة وما وصلت إليه من تطوّر وتقدّم كبيرين في دولة الإمارات العربية المتحدة فقط، وإنما في العالم العربي كله أيضاً، ولعل من الأمور المهمّة في هذا الصدد أن سموها حصلت على أعلى وسام شرف إيطالي، تقديراً لجهودها في خدمة قضايا المرأة الإماراتية والعربية، بعد فترة قصيرة من انتهاء أعمال المؤتمر الثاني لـ"منظمة المرأة العربية"، الذي عقد في أبوظبي، حيث حظيت رعاية سمو الشيخة فاطمة، وإدارتها للمؤتمر، بإشادات واسعة على مستويات مختلفة في العالم العربي وخارجه، سواء من حيث موضوعه الحيوي والمهم "المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان... المنظور العربي والدولي"، أو تنظيمه، أو النتائج التي أسفر عنها وصبّت كلها في مصلحة دعم المرأة العربية وتمكينها. لذلك، فإن تكريم سموها من الرئيس الإيطالي نفسه، ومنحها أعلى وسام شرف إيطالي، ودعوتها إلى زيارة إيطاليا، هي تكريم للمرأة العربية في كل مكان في العالم العربي، التي تمثل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رمزاً لها ومثالاً على وعيها، وقدرتها على الإنجاز والمشاركة بفاعلية وحيوية في مجتمعها. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية