ركود "رسمي" في أميركا... وتلاوُم سياسي بين كرزاي و"الحلفاء"! فريق أوباما الأمني، وهجمات مومباي، وإعلان حالة الركود رسمياً في الولايات المتحدة... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. فريق أوباما الأمني... الأبعاد والدلالات: صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على إعلان الرئيس الأميركي المنتخَب باراك أوباما في وقت سابق من هذا الأسبوع عن فريقه الأمني المؤلف من هيلاري كلينتون كوزيرة للخارجية، وروبرت جيتس كوزير للدفاع، وجيمس جونز كمستشار للأمن القومي. الصحيفة اعتبرت إسناد حقيبة الدبلوماسية لكلينتون خطوة ذكية من جانب أوباما على اعتبار أن كلينتون تتمتع بمؤهلات قوية في مجال السياسة الخارجية وتعوض نقاط الضعف والقصور لدى رجل وصفته ذات مرة بـ"الساذج وغير المسؤول" حين كانت تنافسه على ترشيح الحزب "الديمقراطي" لانتخابات الرئاسة. ولم تستبعد الصحيفة أن يكون انضمام كلينتون لإدارة أوباما خطوة هدفها تحييد خصم محتمل في الكونجرس. أما بخصوص الإبقاء على روبرت جيتس على رأس وزارة الدفاع، فرأت الصحيفة أنه قرار يبدد المخاوف بخصوص افتقار أوباما إلى التجربة في مجال السياسة الخارجية والأمنية، لاسيما أن جيتس من العارفين بشؤون واشنطن وله تجربة في "سي آي إيه" ومجلس الأمن القومي والبنتاجون. كما اعتبرت أن الاحتفاظ بجيتس يخدم هدفاً سياسياً داخلياً أيضاً، ألا وهو تشكيل إدارة تضم في عضويتها أفراداً من الحزبين الرئيسيين، مثلما كان أوباما قد وعد، بهدف إنهاء التعصب الحزبي الذي تكرس في عهد إدارة بوش. وهو ما ينطبق أيضاً على اختيار الجنرال المتقاعد جيمس جونز، القائد السابق لقوات "الناتو"، مستشاراً للأمن القومي، وهو الذي ظهر مرات مع المرشح "الجمهوري" للانتخابات الرئاسية جون ماكين أثناء حملته الانتخابية. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن اختيار أوباما لأفراد ذوي تجارب غنية تغطي على تجربته المتواضعة إنما ينم عن الذكاء والثقة، ويعكس إدراكه لحقيقة أن مطالب العالم والبلاد التي سيقودها تتطلب أفراداً استثنائيين ومحنكين. وبذلك يكون أوباما قد وفى بما كان قد وعد به خلال حملته الانتخابية من أنه سيشكل إدارته من أفضل وألمع الأشخاص. "هجوم على الحداثة": مازالت هجمات مومباي تستأثر بتعليقات وتحليلات الصحف الدولية. وفي هذا الإطار خصصت صحيفة "ذا أستراليان" افتتاحية عددها لأول أمس لقراءة دوافع هذه الهجمات، والتي توجد -حسب الصحيفة- في المواقع التي استهدفها المهاجمون. فمومباي، تقول الصحيفة، هي نيويورك الهند، والقلب النابض والحديث للاقتصاد وصناعة السينما، وهي مدينة عصرية وديمقراطية تعج بالحركة والنشاط. ومن ثم فإن الهجوم إنما يستهدف التقدم ودافعه إيديولوجية تنبذ الحداثة بكل أشكالها، حيث اعتبرت أن الإيديولوجية الأصولية هي الخيط الرابط بين هجمات بالي ونيويورك ومومباي. الصحيفة ترى أنه من الخطير وصف هجمات مومباي بالعدمية وتجاهل تداعياتها الاستراتيجية مشيرة في هذا الصدد إلى نقطتين: أولاً أن باكستان تميل إلى اعتبار الهند خطراً أكبر بالنسبة لأمنها القومي من التمرد القبلي في مناطقها المحاذية لأفغانستان. والحال أنه في تلك المناطق، وليس الحدود مع الهند، تقول الصحيفة، حيث ينبغي تكثيف الجهود من أجل إعادة حكم القانون وإعادة النظام. وثانياً أن الأستراليين لا يملكون ترف الانهزام في الحملة العسكرية ضد "طالبان" في أفغانستان، التي حصدت حياة أسترالي سابع الأسبوع الماضي. ولذلك، تقول الصحيفة، على كانبيرا أن تقاوم إغراء تقريب مصالح أستراليا الاستراتيجية من حدودها وأن تضاعف التزامها بتحقيق الاستقرار في أفغانستان وباكستان. تجاذب بين كرزاي و"الحلفاء": كالت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية انتقادات لاذعة للرئيس الأفغاني حامد كرزاي على خلفية تصريحات وخطب ألقاها مؤخراً واستهدف فيها باللوم، كما تقول، الولايات المتحدة وحلفاءها لفشلهم في "محاربة طالبان كما ينبغي" مطالباً بتحديد أفق زمني لكسب الحرب. وفي هذا السياق نقلت الصحيفة عن كرزاي قوله لمسؤولين من الأمم المتحدة الأسبوع الماضي "إن الأفغان لا يفهمون كيف تستطيع قوة صغيرة مثل طالبان الاستمرار في الوجود وفي شن الهجمات هكذا". وقالت إنه بينما يطالب بجدول زمني للفوز في الحرب ضد "طالبان"، فإنه يدعو حلفاءه إلى خوض القتال وأيديهم مقيدة وراء ظهورهم حيث انتقد قوات التحالف لمهاجمة مقاتلي "طالبان" الذين يختبئون في البلدات الأفغانية لأن المدنيين يُقتلون في تبادل إطلاق النار. الصحيفة عزت تصريحات كرزاي هذه إلى اقتراب موعد الانتخابات في 2009، قائلة إنه يسعى جاهداً إلى تقديم نفسه في صورة البراجماتي الصارم الذي يستطيع الوقوف في وجه الأميركيين وحماية المدنيين وإنهاء القتال. غير أن الكنديين، تواصل الصحيفة، الذين قد ينفقون 18 مليار دولار في الدفاع عن أفغانستان قبل انسحابهم في 2011، ليسوا في حاجة إلى مثل هذه الانتقادات، مضيفة أن على رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر أن يوضح أن الكنديين سيكونون أول من يغادر أفغانستان في اليوم الذي يختار فيه كرزاي خوض القتال بطريقته الخاصة. الركود رسمياً في أميركا: ضمن عددها لأمس الخميس، علقت صحيفة "ذا هيندو" الهندية على الإعلان الرسمي في الولايات المتحدة عن دخول البلاد في حالة ركود منذ ديسمبر 2007. وقد صدر الإعلان عن "المكتب الوطني للبحث الاقتصادي"، وهو هيئة تضم خبراء اقتصاديين مهمتهم رصد الدورات الاقتصادية في الولايات المتحدة، ويأتي ليؤكد رسمياً ما هو ملموس على أرض الواقع منذ فترة. وبذلك، تضيف الصحيفة، ينضم أكبر اقتصاد عالمي رسمياً إلى بلدان منطقة "اليورو" الخمسة عشر إضافة إلى بريطانيا واليابان التي أُعلنت فيهما حالة الركود. ويأتي أيضاً هذا الإعلان ليؤكد توقعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من أن اقتصادات البلدان المتقدمة ستتقلص خلال 2009، هذا بينما يتوقع أن تحقق الدول النامية، مثل الصين والهند، أداء أفضل إذ من المحتمل أن تحقق اقتصادات هذه البلدان، على رغم التباطؤ الاقتصادي المزعج الذي تشهده، معدلات نمو أعلى نسبياً. من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى تداعيات التباطؤ الحاد في الاقتصاد الأميركي، ولاسيما بخصوص التجارة والاستثمارات. وفي هذا السياق تقول الصحيفة إن منظمة التجارة العالمية خفضت توقعاتها بخصوص نمو التجارة العالمية من 5.5 في المئة إلى 4.4 في المئة، مضيفة أن أكبر تأثير للإعلان الرسمي عن الركود في الولايات المتحدة كان على شعور المستثمرين حيث أقفلت مؤشرات أسواق المال عبر العالم، ومن ذلك الهند، على انخفاض حاد يوم إعلان الخبر. إعداد: محمد وقيف