جزء من عنوان هذه المقالة مشتق من قصيدة للشاعر العراقي مظفر النواب -شَفاه الله. أصف كلمات هذه المقالة ونحن نودع عام 2008، ونقف على أعتاب عام جديد. بالجديد من التواريخ نجدد العهد مع الأمل، ونزفر آهات الأماني، وهي أمان أتمنى أن تتحقق خلال العام القادم 2009. كويتياً: أتمنى أن نرى حكومة كويتية تستمر طيلة هذا العام على أقل تقدير، فلقد نافس الكويتيون الطليان بكثرة الحكومات: خمس حكومات في ثلاث سنوات. هذه أمنية وطنية خاصة، وإن كنت أشك في أن تتحقق حتى نصف العام القادم!. خليجياً: أتمنى -والقمة التاسعة والعشرون لمجلس التعاون الخليجي تنعقد بعد غد في مسقط- أن تتحقق العملة الخليجية الموحدة، وأن تنضم لها عمان بأسرع وقت ممكن، وأن يقر البنك المركزي الخليجي راجياً ألا يتبع إقراره "خلاف" حول مقره. وأن يتحقق مطلب جاسم الخرافي -رئيس مجلس الأمة الكويتي- الذي صرح به على هامش مؤتمر المجالس الشعبية الخليجية الذي عقد في العاصمة العمانية الأسبوع الماضي. كان مطلب الخرافي جريئاً ومتقدماً حين نادى بضرورة إنشاء برلمان خليجي هدفه مراقبة خطوات التعاون الخليجية والمناقشة الشعبية المفتوحة لمسيرة المجلس. كما أتمنى أن يرى الجيش الخليجي الموحد النور، فلقد كانت فكرة خلاقة وشجاعة تلك التي أطلقها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بإنشاء جيش خليجي قوامه مئة ألف جندي. السلطان قابوس أطلق فكرته تلك بعد تحرير الكويت عام 1991، وإثر زلزال احتلالها الذي كشف لنا ضعف القدرات القتالية الخليجية رغم الميزانيات الفلكية للتسليح. أتمنى أن تتوازى مع فكرة المشروع النووي الخليجي مشاريع وأبحاث واستثمارات ضخمة في الطاقة الشمسية التي لا تضر البيئة وأقل خطراً وتكلفة من كل ما سواها. أتمنى، ونحن على أعتاب السنة الجديدة، أن يرى السوق الخليجي المشترك الذي أقر في القمة الماضية النور والترجمة الفعلية على أرض الواقع. فما أحوجنا لمثل هذا التعاون وسط أزمة عالمية مالية غير مسبوقة. أتمنى أن يقترب اليمن خلال هذا العام، مع ما لهذا التقارب من استحقاقات، وما له من نتائج إيجابية وسلبية في الوقت نفسه. فلسطينياً: الأولوية في رفع المعاناة عن غزة، ولكن هذه بحاجة إلى أمنية أخرى، وهي أن ينتهي الانشطار الفلسطيني الفتحاوي- الحمساوي لصالح تحسين الظروف المعيشية لشعبهم، والتخلي عن الاستقطابات واستعداء الأطراف الخارجية مزايدة وتكسباً على حساب المطالب الأولية للإنسان الفلسطيني. عراقياً: أتمنى من كل قلبي أن يصوت الشعب العراقي في الانتخابات القادمة للقوى المدنية، وأن يكون هذا الشعب المنكوب قد تعلم مما جلبه عليه تجار الدين- السياسي من عواقب دموية طائفية وخيمة. عربياً: لم تعد الأماني كبيرة ورومانسية كما هي في الماضي، لكن الأحلام باقية لا يستطيع التخلف والتراجع النيل منها، فلا زالت الأحلام كباراً، ولكن النفوس تعبت في تحقيقها، وكل ما أتمناه كعرب أن نتوقف عن التفكير بحل مشاكلنا جملة واحدة ولو لمدة عام واحد، ونبدأ بالأشياء البسيطة من حولنا، فتحقيقها أسهل بكثير من خلق المستحيل. عالمياً: أتمنى ألا تحل الأزمة المالية التي يعيشها المجتمع الدولي بنفس الأدوات التي قادت إليها، فالأمل أن يخرج العالم أكثر اتزاناً وتوازناً اقتصادياً في أية مرحلة قادمة للخروج من هذه الأزمة وبقواعد جديدة للعبة، وآليات اقتصادية أنجع من سابقاتها تحول دون تكرارها. صحيح أن نيل المطالب ليس بالتمني، ولكن الأصح أن من حقنا أن نتمنى ونحلم ونأمل.. وكل عام وأنتم بخير..