إلى جانب الدرس المهم الذي رجع به د.خليفة علي السويدي من رحلته الأخيرة إلى تركيا والذي خص به العربَ في مقاله ليوم السبت الماضي بعنوان: "أزمة العرب"، أود أن أضيف درسين آخريْن. الأول يتلخص في أن الدين الحق جزءٌ لا يتجزأ من صميم الفطرة الإنسانية (فطرة الله التي فطر الناس عليها)، وأن العلمانية مهما قويتْ شوكتُها لنْ تقدر على اقتلاع جذوره من نفوس البشر. وأما الدرس الثاني -وهو موجَّه على الأخص إلى الإسلاميين- فيتمثل في أن الصراع مع العلمانية أو أنظمة الحكم الديمقراطي المنبثقة عنها باعتبارها "معاديةً للإسلام" ليس هو السبيل الوحيد ولا المفيد لخدمة الدين الإسلامي، فقد ثبت على محك التجربة العملية عدم جدوى هكذا صراع خلال نحو سبعة عقودٍ من القرن العشرين المنصرم. ومن جهة أخرى ثبت في نفس الوقت أيضاً أن "الديموقراطية العلمانية"- على علاتها- هي أنجح أنظمة الحكم عملياً خاصة في المجتمعات ذات التعددية العرقية والدينية والثقافية كما هو حال معظم بلدان العالم اليوم؛ وبالتالي ولكي يكون القرن الحادي والعشرون خالياً من الصراعات العقيمة أو المعارك الدامية بين أبناء الوطن الواحد، فقد يكون أفضل خيارٍ متاحٍ أمام كلا "التياريْن"(الإسلامي والعلماني) الالتقاء على أساس التسامح الفكري والاحترام المتبادل أولاً؛ ثم التصالح والتكاتف العملي. أبوصالح الندوي- أبوظبي