أخذت الأزمة المالية الحالية أوجهاً ومظاهر عدة، وها هي بدأت تنتقل من الاقتصاد الافتراضي إلى الاقتصاد الحقيقي، أي من البنوك والبورصات إلى الشركات الخدمية والصناعية الكبرى. بيد أن الأزمة لم تقتصر على الاقتصادات الصناعية المتقدمة، بل طالت كذلك السوق العالمية للموادة الأولية، وفي مقدمتها سوق النفط. وأعتقد أن الانخفاضات المتتالية في سوق النفط، هي المؤشر الأوضح على مدى تفاقم الأزمة. فالذهب الأسود الذي ظل تأمين إمداداته بشكل متناسب مع معدلات التوسع الاقتصادي، حتى قبل بضعة أشهر من الآن، يشكل هاجساً طالما قض مضجع الاقتصادات الصناعية الكبرى، لم يعد يحتل مكانته المتقدمة في الأولويات الاستراتيجية لتلك الاقتصادات، والسبب هو شبح الركود القادم. محمد سعيد- الكويت