أين ذهب ذلك الحماس العارم الذي كانت فكرة النظام الفيدرالي في العراق محلاً له قبل حوالي عامين من الآن؟ أعتقد أن الرأي العام العراقي حالياً غيّر موقفه كثيراً من تلك الفكرة التي صادق على تضمينها في الدستور، لاسيما بعد أن شاهد من تطبيقاتها على أرض الواقع ما جعله يدرك مخاطرها بالنسبة لوحدته الوطنية. فالفيدرالية فتحت الباب أمام الأكراد في الشمال كي يمضوا شوطاً أبعد في تكريس "جمهوريتهم" المستقلة، كما استغلتها أطراف حزبية في الجنوب محاولةً فرض كيان فيدرالي هناك شبيه بذلك. وأمام هذه النزعات التجزئية بدأ العراقيون يتحسسون خطورة النظام الفيدرالي على وحدة الكيان الوطني، لذلك رأيناهم وقد أنزلوا عقوبة قاسية بدعاة الفيدرالية في الجنوب خلال الانتخابات الأخيرة. علي سلمان- بغداد