توتر متصاعد بين تركيا وإسرائيل... والحقيقة أولى ضحايا حرب غزة استمرار مسلسل التوتر بين تركيا وإسرائيل، وطعن في صحة أعداد من قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، ومعلومات حول عمليات إسرائيلية سرية ضد البرنامج النووي الإيراني... موضوعات نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة أسبوعية في الصحافة الإسرائيلية. تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل: زفي بارئيل، المحرر في صحيفة "هآريتس"، كتب في عدد يوم الأحد حول تصاعد مسلسل التوتر بين تركيا وإسرائيل، والذي تمثلت آخر حلقاته في تحذير الجيش التركي يوم السبت من أن العلاقات بين تل أبيب وأنقرة تمر حالياً بحالة "يمكن أن تعرض المصالح الوطنية لإسرائيل وتركيا للخطر". التحذير التركي يأتي جراء خلاف دبلوماسي بين تل أبيب وأنقرة بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة، وعقب انتقاد الجنرال" آفي مزراحي"، قائد القوات البرية الإسرائيلية، للسياسات التركية تجاه الأكراد وقبرص، واتهامه تركيا بإبادة الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى. وإلى ذلك، قال مزراحي إن على رئيس الوزراء التركي "أن ينظر إلى نفسه في المرآة" قبل انتقاد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في "المنتدى الاقتصادي العالمي" في دافوس السويسرية (يذكر هنا أن أردوجان استشاط غضباً لرفض مدير جلسة الحوار التي شارك فيها مع بيريس وأمين عام الأمم المتحدة وأمين عام الجامعة العربية منحه فرصة الرد على تبرير الرئيس الإسرائيلي للهجوم الأخير على غزة ). وذكرت الصحيفة أن تصريحات الجنرال الإسرائيلي أثارت حفيظة أنقرة التي استدعت السفير الإسرائيلي المعتمد لديها "جابي ليفي"، وطلبت منه توضيحات بشأن تصريحات ميزراحي. كما نقل "بارئيل" عن مسؤول في "حزب العدالة والتنمية" التركي الذي ينتمي إليه أردوجان قوله "إن تصريحات الجنرال الإسرائيلي ضد تركيا ورئيس وزرائها إهانة غير مقبولة، ونأمل أن تنأى الحكومة الإسرائيلية بنفسها علنا عن هذه التصريحات". "الضحية الأولى": تحت هذا العنوان، نشرت "جيروزاليم بوست" يوم الاثنين الماضي افتتاحية خصصتها للتعليق على التضارب بين الروايتين الفلسطينية والإسرائيلية حول عدد الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا في الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة. الصحيفة طعنت في صحة الأرقام التي أُعلنت من الجانب الفلسطيني، وتحدثت عن سقوط ما يربو عن 1300 قتيل فلسطيني، معظمهم من المدنيين، قائلة إنها أرقام تجانب الحقيقة وتدخل في إطار ما سمته "البروباجندا الفلسطينية"، التي روجت لها بعض القنوات الفضائية العربية. وبالمقابل، نقلت الصحيفة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي إدعاءه بأن العدد أقل من ذلك بكثير، إن المدنيين الذين قُتلوا يشكلون الثلث تقريباً على أن لا أحد منهم استُهدف عمداً، كما يزعم. وفي هذا السياق أيضاً نقلت الصحيفة عن "هيرام وارن جونسون"، عضو مجلس الشيوخ الأميركي، قوله "إن الضحية الأولى حين تندلع الحرب هي الحقيقة". وإلى ذلك، قالت الصحيفة إنه في هذا الوقت الذي باتت فيه مقولة "مقتل 1300 فلسطيني، معظمهم مدنيون" مترسخة في ضمير الجمهور العالمي، فإنه لم يفت الأوان لتوضيح الأمور، معتبرة أن وسائل الإعلام "المسؤولة" ستكون راغبة ربما في إعادة النظر في بعض ما قدمته من معلومات من قبل، وتوضيح أن "معظم" القتلى لم يكونوا من المدنيين. البرادعي يخرج عن صمته: صحيفة "يديعوت أحرنوت" توقفت في عددها أول أمس الاثنين عند مقال لمدير "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" محمد البرادعي نُشر مؤخراً في إحدى الصحف الأميركية واعتبر فيه، كما تقول الصحيفة، أن التصور السائد في البلدان العربية من أن إسرائيل تُضعف اتفاقية حظر الانتشار النووي، يمثل عائقاً كبيراً أمام نزع الأسلحة النووية في العالم. وفي هذا الإطار ذكرت الصحيفة أن توتراً كبيرا يسود داخل الوكالة الأممية حول القوة النووية المفترضة لإسرائيل، ورفض هذه الأخيرة لاتفاقية حظر الانتشار النووي، وأن ثمة اعتقاداً على نطاق واسع بأن إسرائيل هي البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يمتلك أسلحة نووية. في المقال ذاته، أوضح البرادعي ما يعتقد أنها خطوات ضرورية لبلوغ إجماع على ضرورة التخلص من الأسلحة النووية حين قال "ما يفاقم من المشكلة هي حقيقة أن نظام حظر الانتشار النووي فقد شرعيته في أعين الرأي العام العربي بسبب ما يُنظر إليه على أنه ازدواجية في المعايير بخصوص إسرائيل، التي تعد البلد الوحيد في المنطقة خارج اتفاقية حظر الانتشار النووي والمعروف امتلاكه لأسلحة نووية". وإلى ذلك، أعاد البرادعي التأكيد على أنه شُجع بالتزام الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما ليجعل من إزالة كل الأسلحة النووية جزءاً مركزياً من برنامجه السياسي. على أنه لبلوغ هذا الهدف، لابد - حسب البرادعي - من أن تتغلب البلدان على المواقف المتشككة تجاه الأمم المتحدة و"فوق كل ذلك، لا بد من وقف الخرق السافر للمبادئ الرئيسية للقانون مثل الحد من الاستعمال الأحادي للقوة، والإفراط في استعمال القوة خلال الدفاع عن النفس، وحماية المدنيين خلال الأعمال الحربية تلافياً لتكرار مذابح المدنيين في العراق، وفي غزة، مثلما حدث مؤخرا". "هل تغتال إسرائيل العلماء النوويين الإيرانيين؟": تحت هذا التساؤل نشرت "هآريتس" مقالا ليوسي ميلمان ضمن عددها لأمس الثلاثاء نقل فيه عن صحيفة "ديلي تلجراف" قولها إن إسرائيل بدأت منذ مدة حملة اغتيالات تستهدف علماء نويين إيرانيين في إطار حرب سرية ضد برنامج الأسلحة الإيراني السري؛ حيث قالت الصحيفة البريطانية إن ثمة معلومات تفيد بأن "الموساد" كان وراء مقتل آرديشير حسنبور، الذي يعد أحد أبرز العلماء النوويين في مفاعل إصفهان النووي، والذي توفي في ظروف غامضة جراء ما قيل إنه "تسمم غازي" في 2007. وحسب المصدر ذاته، فإن وفاة شخصيات مهمة في عملية التخصيب في إيران وأوروبا كانت أيضا نتيجة "ضربات" إسرائيلية بهدف حرمان طهران من المهارات التقنية الضرورية للبرنامج. وأفادت "الديلي تلجراف"، نقلا عن مصادر استخباراتية أميركية، بأن إسرائيل تلجأ أيضاً إلى أساليب أخرى مثل التخريب والشركات الصورية والعملاء المزدوجين من أجل عرقلة مشروع الأسلحة السرية الإيراني كبديل لضربات عسكرية مباشرة. أما الهدف، فهو تأخير أو عرقلة برنامج البحث الإيراني، من دون الدخول في مواجهة مباشرة يمكن أن تؤدي إلى حرب واسعة، كما تقول. وفي هذا الإطار نُقل عن ضابط سابق في الـ"سي. آي. إيه" قوله إن الهدف من عمليات العرقلة هو إبطاء تقدم البرنامج، بحيث تتم على نحو لا يدركون معه ما يحدث، قبل أن يضيف: "ولكنك لا تستطيع أبداً أن توقفه. فمما لا شك فيه أننا لا نريد أن تمتلك الحكومة الإيرانية الحالية تلك الأسلحة. وتلك سياسة جيدة في غياب إمكانية القضاء عليها بالطرق العسكرية، والتي تنطوي ربما على أخطار لا يمكن قبولها". إعداد: محمد وقيف