"إصرار الثورة على هويتها الفارسية"، ذلك هو العنوان الواصف الذي استخدمه الدكتور خالد الدخيل لمقاله الأخير، حيث بين ملامح التحول الذي أصاب الثورة الإيرانية التي بدأت عهدها بشعارات دينية تنقم على النظام الشاهنشاهي نزعته القومية الفارسية الضيقة، مبشرة بأفق الإسلام الأرحب. لكن سرعان ما أصبح التأكيد على الهوية القومية الفارسية قضيتها الأساسية، سواء في التعاطي مع شأن القوميات الأخرى في البلاد، أو في علاقاتها الإقليمية التي بات رهانها الأساسي تكريس "الصفة الفارسية" للخليج! لكن التحول الأخطر هو أن إيران الثورة سرعان ما أدركت أنها الدولة الأقوى في منطقة الخليج والجزيرة، فباتت تطمح لاستثمار هذا الوضع وجعل المنطقة ورقة تفاوضية أخرى بيدها، وتلك فلسفة براجماتية تجافي ما اعتادت طهران الملالي ادعاءه من مبدئية وطهرانية تنفيها عن غيرها! حمد إبراهيم- دبي