لعل أول إجابة قد تخطر في الذهن على ذلك السؤال الذي عنون به هنا د. عبدالله العوضي مقاله: "القدس... عالمية أم فلسطينية؟"، هو أن حكم التاريخ بهذا الشأن واضح وصريح، في حين أن حكم السياسة في متناول التصور أيضاً. فما يقوله حكم التاريخ هو أن القدس كانت على مر العصور مدينة فلسطينية، وقد سكنها الشعب الفلسطيني منذ عهد الكنعانيين. وعلى كثرة ما تعرضت له خلال حقب التاريخ المختلفة من غزوات واحتلالات على أيدي أمم وشعوب أخرى إلا أنها ظلت تعود إلى أيدي أهلها الفلسطينيين في كل مرة. لأن الحق يعلو في النهاية ولا يعلى عليه. هذا هو حكم التاريخ، ولكنه لا ينفي أيضاً حكم السياسة وضروراتها. فإذا رأى العرب والفلسطينيون، أن ضرورات تاريخية معينة تقتضي، قيام دولتين لكل منهما جانبها الخاص الذي تقيم فيه عاصمتها، فهذا طرح سياسي أيضاً، يمكن التفكير فيه. فالحقيقة من شأن التاريخ، والمرونة من شأن السياسة. أحمد عبدالله - لندن