في مقاله "مراجعة الأفكار وتقييم السياسات العالمية"، المنشور في "وجهات نظر" يوم الخميس الماضي، يقول السيد يسين: "إن غياب نظرية سياسية متكاملة صاغها الفقهاء والمسلمون البارزون هو من بين الأسباب التي أدت إلى شيوع الاستبداد في الدولة الإسلامية". ونحن نساءل أولا: ماذا عن كتب قديمة مثل: "الإمامة والسياسة" لابن قتيبة (889م). و"الأحكام السلطانية" للماوردي (1085م)، و"السياسة الشرعية" لابن تيمية (1328م)؟! ونتساءل ثانياً: ماذا عن كتب حديثة مثل: "النظريات السياسية الإسلامية" للدكتور محمد ضياء الدين الريس الصادر 1967م، و"السياسة الشرعية أو نظام الدولة" للشيخ عبدالوهاب خلاف الصادر 1977م، ونذكر أخيراً بأن الاستبداد الحالي في أمتنا "صناعة غربية" استوردت ضمن نطاق التحديث على الطريقة الغربية، حيث كان التحديث، بشهادة حتى المستشرق المعادي برنارد لويس، "لا يعني فقط ادخال النظم الغربية في الحكم والحرب والاتصالات، إنما كان يعني أيضاً إدخال أدوات الهيمنة والقمع، لدرجة أضحى فيها الحاكم المسلم في القرن العشرين يملك من أدوات القوة والهيمنة ما لم يتمتع به الخلفاء والسلاطين في الماضي"! عبدالوهاب المصري - دمشق