معلومات مشوشة حول إيران... ولا فروق أيديولوجية بين الأحزاب الإسرائيلية توقعات إسرائيل الخاطئة إزاء إيران، وتنميط الحياة السياسية في إسرائيل، وأصداء زيارة نتانياهو إلى فرنسا، ثم رفض الفلسطينيين لدولة ناقصة السيادة... قضايا نعرضها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. "الوقوف مع الشعب الإيراني": بهذا العنوان استهلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية افتتاحيتها ليوم الإثنين الماضي متطرقة إلى ما تشهده الجمهورية الإسلامية حالياً من مظاهرات حاشدة ينظمها أنصار المرشح "الإصلاحي"، مير حسين موسوي. لكن الصحيفة تركز خصوصاً على تقييم الاستخبارات الإسرائيلية للأحداث التي تعيشها إيران اليوم والأخطاء التي ارتكبها رئيس الموساد، "مير دجان"، المنوط به التعامل مع الملف النووي الإيراني وجمع المعلومات حوله عندما صرح أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست الإسرائيلي بأن التزوير في الانتخابات الإسرائيلية، "لن يكون أسوأ من التزوير الذي يقع في بلدان أخرى"، وهو ما دفع الصحيفة إلى وضع علامات استفهام حول هؤلاء المسؤولين الذين ينصبون أنفسهم خبراء في الشأن الإيراني والتساؤل عن مدى قدرتهم على توقع الأحداث قبل حدوثها وبلورة سياسات فعالة للتعامل معها. فرغم تأكيد رئيس الاستخبارات الإسرائيلية بأن المظاهرات العارمة التي تجتاح الشوارع والميادين في طهران ستخبو مع مرور الوقت استمرت الاحتجاجات وزادت حدتها، هذا التململ الذي تعيشه إيران يصب في صالح إسرائيل لأنه يعبر عن مدى اختلاف الأولويات في إيران بين المواطن والنخبة الحاكمة، إذ في الوقت الذي تركز فيه الأخيرة على تطوير برنامج نووي باهظ التكلفة، يصر المواطن العادي على تحسين ظروفه الاقتصادية والاهتمام بمشاكله اليومية. "الكتلة الواحدة": ينتقد الكاتب والمعلق الإسرائيلي "جدعون ليفي" ما آلت إليه الحياة السياسية الإسرائيلية في مقال منشور على صفحات "هآرتس" يوم الأحد الماضي، وهو ينطلق في ذلك من الخطاب الأخير الذي ألقاه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووافق فيه على حل "الدولتين" ليرصد التحولات التي يعيشها المشهد السياسي الإسرائيلي وأهمها اختفاء الفروق الأيديولوجية بين الأحزاب الرئيسية واختزال الحياة السياسية فيما يشبه الحزب الواحد بعدما اختفت الفوارق بين "اليمين" و"اليسار" وبين التطرف والاعتدال. فما الذي يجعل مثلا حزب "الليكود" مختلفاً عن حزب "العمل"، أو عن أي حزب آخر سواء في أقصى "اليمين"، أو أقصى "اليسار" بعدما تشوشت الحدود الأيديولوجية الفاصلة وتداخلت الأفكار والرؤى إلى درجة التنميط؟ والمشكلة حسب الكاتب ليست في بروز إجماع أيديولوجي، بل فقط في غياب الأيديولوجية عن المشهد السياسي دون أن يعني ذلك وجود توافق يوحد المجتمع، بل هناك فقط اندثار للأفكار الواضحة والقاطعة، فالجميع في إسرائيل، يكرر نفس المقولات المتشابهة، ويرفع الشعارات ذاتها، وينادي بحل الدولتين بعدما غير نتانياهو خطابه، وانضم إلى القطيع، لتتحول الخريطة السياسية في إسرائيل إلى صفحة بلون واحد، يصعب فيها على أكثر المجاهر المكبرة دقة رصد الفوارق والاختلافات. هذا التنميط المهدد للحياة السياسية في إسرائيل يرجعه الكاتب إلى حكومات الوحدة الوطنية التي تعاقبت على الدولة العبرية، والتي دفعت الأحزاب إلى التخلي عن مبادئها الأساسية بحثاً عن مقعد في الحكومة والاستمرار في السلطة. "زيارة نتانياهو إلى فرنسا": هكذا عنونت "جيروزاليم بوست" افتتاحيتها ليوم الإثنين الماضي متحدثة عن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى فرنسا ولقائه اليوم مع ساركوزي الذي من المقرر أن يناقش معه القضايا المشتركة مثل الملف النووي الإيراني، وكيفية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ثم إمكانية الضغط الأوروبي على السلطة الفلسطينية لاستئناف مفاوضات السلام. فحسب الصحيفة تغيرت كثيراً المواقف الفرنسية تجاه الدولة العبرية في عهد ساركوزي بعد الخطاب الذي ألقاه أمام أعضاء الكنيست الإسرائيلي وأكد فيه أن "الشعب الفرنسي سيكون دائماً موجوداً عندما تتعرض إسرائيل للتهديد". لكن رغم ذلك ترى الصحيفة أن العلاقات الفرنسية- الإسرائيلية لم تصل بعد إلى المستوى المنشود كما يدلل على ذلك استطلاع للرأي أجرته إحدى المؤسسات الإسرائيلية يشير إلى أن الرأي العام الفرنسي مازال متعاطفاً في عمومه مع الشعب الفلسطيني وأنه فقط 21 في المئة من المستجوبين ينظرون بإيجابية إلى الدولة العبرية، هذا فضلا عن الموقف الفرنسي الرافض للمستوطنات. الصحيفة تشير أيضاً إلى تراجع فرنسا عن موقفها من "حماس" إذ بعد إصرارها في البداية على ضرورة تقيد الحركة بمقررات اللجنة الرباعية والاعتراف بإسرائيل كان لافتاً إصرار فرنسا خلال اجتماع وزراء الخارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في 15 من شهر يونيو الجاري على فتح جميع المعابر المؤدية إلى غزة دون إشارة إلى "حماس". "أوباما والشرق الأوسط": تناول الكاتب الإسرائيلي "أورون جرينبوم" في مقاله الذي نشرته "يديعوت أحرنوت" يوم الإثنين الماضي العلاقة التي طورها أوباما مع منطقة الشرق الأوسط منذ دخوله إلى البيت الأبيض، والتي اتخذت منعطفاً حاسماً بعد خطابه الأخير في القاهرة وما سبق ذلك من زيارات. فرغم الاستعداد الذي أظهره أوباما للانفتاح على دول المنطقة والانخراط المبكر في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني للتوصل إلى حل يرضي الطرفين، فإن المشاكل المنتظرة قد لا تساعده على اجتراح الحل. فبعد الخطاب الذي ألقاه نتانياهو وموافقته على حل الدولتين واحدة للشعب اليهودي وأخرى فلسطينية منزوعة السلاح جاء الرد الفلسطيني، كما يقول الكاتب، مخيباً للآمال بعدما رفضه المفاوضون الفلسطينيون واعتبروه انتقاصاً من سيادة الدولة المأمولة. هذه البداية غير المشجعة تفقد الجهود الأميركية زخمها وترجع بالمنطقة إلى مربع الرفض وعدم التعاون، حيث يعتبر الكاتب أن الكرة اليوم في الملعب الفلسطيني بعدما قدمت إسرائيل تنازلها وأقرت بحق الفلسطينيين في الحصول على دولتهم المستقلة. إعداد: زهير الكساب