قدم الدكتور وحيد عبد المجيد في مقاله الأخير، "إيران: نظرية الشعب الموحد وواقع المجتمع المقسم!"، تشريحاً دقيقاً لواقع الحال الإيراني الراهن. فمن خلال هذا المقال، تبدو الصورة كالآتي: تقوم إيران على أيديولوجية رسم ملامحها الخميني مع قيام ثورته قبل 30 عاماً، وهي أيديولوجية تفترض أن الشعب الإيراني كله كتلة واحدة في التوجه والرؤية والمصلحة والمصير، كتلة متجانسة لا مكان فيها للتنوع أو التعارض أو التناقض. لكنْ ثمة واقع ينطق بوجود شروخ وتناقضات تزداد اتساعاً داخل "الشعب الموحد"، وهي الشروخ والتناقضات التي أظهرت الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الأخيرة، أنها بلغت مدى أبعد مما تصور النظام في أي لحظة قبل الآن. ولعل هذه الصورة حول إيران هي ما تفتقده الكثير من الكتابات التحليلية المتداولة حول الحدث الإيراني الجاري، وأعتقد أنها صورة مهمة لفهم هذا الحدث وإدراكه ضمن المعنى والسياق العامين اللذين يحكمانه. هاشم عوض - الدوحة