أعجبني المقال الأخير للدكتور حسن حنفي، والذي عنونه بالتساؤل: "الديمقراطية: كمية أم كيفية؟". وحيث أنه إلى الآن تم اختزال الديمقراطية في جانبها الكمي الذي تعكسه مقولة "حكم الأغلبية" مقابل معارضة الأقلية، فإن الديمقراطية بذلك تحولت إلى نظام لدكتاتورية الأكثرية وممارسة العسف ضد الأقلية، أي إلى نقيض الديمقراطية من حيث هي في مفهومها الأصلي حكم الشعب بأكمله. وأعتقد أن نقداً فلسفياً بناءً كهذا، يشخص عيوب الديمقراطية السائدة، لافتاً إلى حقيقة كونها وجهاً آخر لديكتاتورية الأقلية... يقتضي من المفكرين والساسة في العالم النامي إبداع صيغ جديدة، بناءة وخلاقة، تأخذ بالديمقراطية الكيفية، أي الديمقراطية كآلية لمنع العسف ولتمكين الجميع وتأمين التوافق بين الآراء والمصالح المتعارضة... فهذه هي الديمقراطية الكيفية التي تحتاجها بلدان العالم النامي وهي تتلمس طريقها بعيداً عن الوصفات الجاهزة التي يحاول البعض إملاءها من الخارج. جمال علي -القاهرة