يطرح قرار الحكومة التركية الذي وعد مؤخراً بتقليص العلاقات العسكرية بين أنقرة وتل أبيب، جملة من الاستفهامات والتساؤلات الأساسية بخصوص العلاقات بين الجانبين. فما هو الهدف من القرار في هذه اللحظة تحديداً من تاريخ تركيا؟ وما هي دلالاته على المستوى الداخلي؟ وهل يخدم جهود أنقرة المحمومة الساعية إلى الإنضمام إلى أوروبا الموحدة؟
القرار الذي أصدره رجب طيب أردوغان رئيس الحكومة التركية وناقشته مستويات مختلفة داخل هياكل سلطة القرار في تركيا، الأسبوع الماضي، انصب أساساً على إلغاء صفقة عسكرية بين تركيا وإسرائيل بقيمة نحو 6 مليارات دولار، وهو موقف ربما يأتي استناداً إلى ضغوط يفرضها الوضع الاقتصادي المتردي لتركيا، وينبني علنا في منطوق القرار على إعطاء الأولوية لعلاقات تركيا الأوروبية. لكن بعيداً عن كل ما سبق، فإن القرار ينبع من أجندة غير معلنة للحكومة الإسلامية الحالية في تركيا، التي تتصف بتناقض حاد مع فكرة علاقات التحالف التركي الإسرائيلي. وقد جاء القرار بعد اصلاحات في النظام التعليمي يمكن وصفها على أنها اختبار من أردوغان لموقف المؤسسة العسكرية ازاء هذا القرار، سيما وأنه يعيد الاعتبار للهوية الإسلامية لتركيا.
نادر المؤيد - أبوظبي