توسيع محور فيلادلفيا صيغة للشغب.. والانتخابات الهندية تلفت الانتباه


من بين الموضوعات المهمة التي عنيت بها الصحف الإسرائيلية هذا الأسبوع، موضوع الأحداث المأساوية الأخيرة في رفح، وسبل الخروج من غزة بأقل ضرر ممكن.. إلى جانب ذلك تناولت الصحف الإسرائيلية نتائج الانتخابات الهندية الأخيرة، وناقشت موضوعات محلية عديدة.


عقاب جماعي وحشي


"ردود فعل الجيش الإسرائيلي على الأحداث الأخيرة في غزة، والتي سقط فيها 13 جنديا تبدو بقدر أكبر كأعمال ثأر عاصفة منها كخطوات عسكرية مدروسة ولازمة بحكم الواقع". هكذا جاء وصف صحيفة "هآرتس" للأحداث المأساوية الأخيرة في منطقة رفح وقطاع غزة، معتبرة، في افتتاحية صاخبة، أنها ليست المرة الأولى التي تفشل فيها القيادة السياسية والعسكرية لإسرائيل، والتي تتباهى برباطة جأشها، في اتخاذ قرارات متهورة كنتيجة لنجاحات الفلسطينيين. وترى الصحيفة أن الرد الإسرائيلي على عملية أليمة، أو خلل ميداني، أسفر عن كثير من الضحايا، وهو عقاب جماعي وحشي. هكذا كان في بيت حانون في أبريل 2001 وفي ست مدن من الضفة بعد مقتل الوزير رحبعام زيفي. والانطباع هو أن الظاهرة تكرر نفسها الآن في منطقة مخيم رفح للاجئين، بمحاذاة محور فيلادلفيا. خطة فك الارتباط، التي يتمسك بها رئيس الوزراء، بحسب الصحيفة، تترك محور فيلادلفيا ضمن سيطرة إسرائيلية وذلك من أجل منع تهريب وسائل القتال من سيناء إلى غزة. ولكن أحداث الأيام الأخيرة توضح كم الاحتكاك الذي يخلقه هذا القرار، فهو مليء بالمواجهات الفتاكة بين إسرائيل والمنظمات في غزة.


وتقول صحيفة "هآرتس" إن رئيس الوزراء أرئيل شارون لم يدرج محور فيلادلفيا في اقتراحه الأصلي، ولكنه أعلن أنه قبل موقف الجيش الإسرائيلي بوجوب مواصلة الاحتفاظ بالمحور. ومع ذلك، فإن قائد المنطقة الجنوبية، دان هرئيل، قال إن الجيش الإسرائيلي قادر على توفير الأمن اللازم حتى دون حضور دائم في المحور. وعلى أية حال، ترى الصحيفة أن المفهوم السائد في الجيش الإسرائيلي بوجوب مواصلة توسيع المحور، هو صيغة معدة للشغب. فتوسيع المحور يجري بالتدريج في السنتين الأخيرتين ويلحق معاناة شديدة بنحو 600 عائلة فلسطينية هدمت منازلها، دون أن تؤدي إلى تخفيف حقيقي من حدة الوضع الأمني في المنطقة.


أمن محور فيلادلفيا


الكاتب والمحلل الاستراتيجي زئيف شيف برر للجيش الإسرائيلي هدم المنازل في رفح قائلا إن هذا الأمر حتمي طالما أن الفلسطينيين استمروا بحفر الأنفاق وتهريب الأسلحة من خلالها. وفي تحليل نشرته "هآرتس" تناول زئيف شيف موضوع عودة إسرائيل للتأكيد على أمن محور فيلادلفيا الواصل بين رفح الفلسطينية وشبه جزيرة سيناء. مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي ينبغي له أن يوسع نطاق عملياته ليمنع تهريب الأسلحة عبر البحر والسماء والأرض، عبر شن عمليات واسعة وفاعلة لتمشيط البحر خوفاً من أن يقوم الفلسطينيون بتهريب الأسلحة من خلاله. وكذلك الإبقاء على نقاط التحكم البرية في محور فيلادلفيا كي لا يتم تهريب الأسلحة للمقاومين الفلسطينيين عبر المهربين الراجلين.


الكاتب يرى أن إسرائيل تعمل حالياً على أساس أنها بلا شريك في عملية حفظ الأمن. وهو يعني بذلك الشريك السلطة الفلسطينية، وبهذا يمكن أن تنفذ خطة الفصل الأحادي.


الهند على مفترق طرق


لفتت الزعيمة الهندية الجديدة سونيا غاندي أنظار صحيفة "جيروزاليم بوست" بعد فوز حزبها في الانتخابات الهندية الأخيرة. ولكن الصحيفة تعتبر الهند بفوز غاندي على مفترق طرق، خاصة أن تاريخ أسرة غاندي سجل تراجعاً للنمو والاقتصاد ليس له مثيل، في حين أن عهد رئيس الوزراء السابق "أتال بيهاري فاجبايي" شهد تقدماً اقتصادياً ملحوظاً ونمواً في معيشة الفرد الهندي. الصحيفة تتحدث عن تحديات أمام حزب المؤتمر، فإما أن تتبع مسيرة أسرة غاندي، وإما أن تتقدم بمتابعة إنجازات "فاجبايي" الجيدة في المجال الاقتصادي والسياسي. كما أن الصحيفة تؤكد على مسألة تعزيز المكانة الدولية للهند وتشكك في قدرة الحزب على دعم هذه المسألة.


نمو اقتصادي كبير


ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الإنتاج المحلي في إسرائيل سجل ارتفاعاً كبيراً خلال الربع الأول من هذا العام، بلغت نسبته 5.5%. ويأتي هذا الارتفاع استمراراً للارتفاع الذي سجله الربع الأخير من عام 2003، والذي بلغت نسبته 2.5%، والارتفاع الذي سجله الربع الثالث من نفس العام بنسبة 2.8%. وترى الصحيفة أن ذلك يعكس حجم الارتفاع الكبير في الإنتاج خلال الربع الأول من العام في معظم بنود الإنتاج. فقد سجل تصدير البضائع والخدمات خلال الربع الأول من عام 2004 ارتفاعاً كبي