"مقلب" أميركي آخر... "الحرب على أحمد الجلبي"!


من مجلات وصحف باريس الصادرة هذا الأسبوع نتوقف في هذه الإضاءة الموجزة أمام موضوعات أبرزها طموح وزير المالية الفرنسي من وجهة نظر الفرنسييين لتولي الرئاسة، و"حرب" أميركا على أحمد الجلبي، ونظرة كل من الفرنسيين والإسرائيليين إلى الطرف الآخر.


طموح ساركوزي


 في صحيفة لوفيغارو كتبت كريستين كليرك مقالا عن طموحات وزير المالية الشاب نيكولا ساركوزي الذي يسود اعتقاد واسع بين الفرنسيين أنه الخليفة المفضل أو الأرجح للرئيس شيراك في قصر الأليزيه عندما يحين الوقت لذلك. وقد جاء المقال تحت عنوان:"ساركوزي: إلى أين؟"، وفيه ذهبت الكاتبة إلى أن الانطباع الذي يعطيه ساركوزي للفرنسيين بتحركاته النشطة منذ أيام توليه لوزارة الداخلية هو أن الاندفاع والروح الشبابية اللذين يتميز بهما يجعلانه مرشحا قويا في المستقبل للرئاسة، وقد أكدت ذلك آخر استطلاعات الرأي. كما أنه بحماسه يعيد إلى أذهان الفرنسيين صفحات عزيزة عليهم من تاريخهم السياسي، ليس أولها أن الرئيس ديستان تولى الرئاسة وعمره 49 سنة فقط، وأن شيراك تولى رئاسة الوزراء في عمر 42 سنة، هذا حتى لا نمضي مع التاريخ بعيدا إلى حين عودة بونابرت من مصر وتعيينه قنصلا عاما لفرنسا وعمره 30 سنة فقط. فهل يعيد ساركو عجلة التاريخ الفرنسي إلى الوراء قريبا؟ هذا ما تسعى الكاتبة إلى إثارته.


العراق: فشل آخر


تحت هذا العنوان جاءت افتتاحية لوموند ليوم الجمعة، (أول من أمس)، وجاء فيها أن اصطدام إدارة بوش هذا الأسبوع بأحمد الجلبي جاء دليلا آخر على إخفاق استراتيجيتها على مختلف الجبهات في العراق، فأحمد الجلبي – تقول لوموند- لم يكن فقط محل ثقة الإدارة، ولا رجلها المحمي من قبل، وإنما ارتبطت به حربها على العراق من الأساس. وفي اللحظة التي تكالبت فيها على المشروع الأميركي فضائح تعذيب السجناء في أبو غريب، وفضيحة القصف العشوائي على منطقة القائم، وتتزايد عمليات المقاتلين السنة والشيعة ضد الجنود الأميركيين، ها هو أشد "المحافظين الجدد" العراقيين، يتحول إلى عدو! وتذهب لوموند إلى أن الوضع مع حلفاء مثل أحمد الجلبي الذي لا يقول للإدارة إلا ما تريد سماعه، كان لزاما أن ينتهي إلى ما انتهى إليه. وتمضي الافتتاحية: كل هذه الأخطاء والهفوات والتخبط والجرائم التي تراكمت منذ سقوط بغداد يمكن فهم أسبابها –وإن كان يتعذر تبريرها- ضمن هذا السياق من العمى الإيديولوجي. ومهما تكن الذرائع المقدمة للتخلص من الجلبي –ومنها اتهامه بالتجسس لحساب إيران- فإن ثمة حقيقة لا يمكن تغطيتها وهي أن هزيمة الجلبي لو تحققت هي في المحصلة هزيمة عريضة للإدارة الأميركية نفسها.


 شرف الجيش


 في صحيفة لوفيغارو كتب بيير روسلين افتتاحية بعنوان "شرف الجيش الأميركي" تعرض فيها إلى المأزق الأخلاقي الذي تسعى الإدارة الأميركية للخروج منه نتيجة فضيحة أبوغريب، ويرى الكاتب أن الحكم على جندي أميركي بالسجن سنة، ليس كافياً، لتطويق الضرر الذي لحق بسمعة القوات الأميركية. فعلى الأميركيين قبل حسم قضية هذا الجندي أو ذاك، أن يحسموا مسألة أكثر إلحاحاً هي: إلى أي مكان من تسلسل القيادة يمكن أن تمضي المحاسبة والعقاب؟ ويقول روسلين إن ما كشفت عنه فضيحة أبو غريب إلى حد الآن ليس فقط التخبط والفوضى في الممارسات في السجون العراقية، وإنما سلطت أيضاً أضواءً كاشفة على إخفاق برنامج "التحالف"، ومن هنا فإن على إدارة هذا التحالف في العراق أن تشعر أن الحماية اللامحدودة التي كان الرأي العام الأميركي يوفرها لها بدافع من أحداث الحرب على الإرهاب لم تعد موجودة. كما أن الفضيحة أوضحت أن واشنطن لا يمكن أن تستمر في انتهاك قواعد القانون الدولي ومبادئ العدالة إلى ما لا نهاية، حتى لو كان ذلك يتم بدعوى حماية الأمن القومي الأميركي. "مقلب" أميركي


 رئيس تحرير مجلة لونوفل أوبسرفاتور، جان دانيل، عنون افتتاحية عدد هذا الأسبوع:"هل يستطيعون حقاً مغادرة العراق؟"، وتوقف فيها عند دلالات تصريح كل من بول بريمر وكولن باول مؤخراً بإمكانية انسحاب القوات الأميركية بالمرة من العراق إذا طلبت منها حكومة عراقية مقبلة ذلك. ويرى دانيل أن بريمر لم يكن ليلقي بالون اختبار كبيراً بهذا الحجم لو لم يتلق ضوءا أخضر على ذلك من الرئيس بوش. أما باول، فقد صرح في إطار محاولته هو الشخصية لتعزيز موقفه وفق توازنات الإدارة الأميركية الداخلية. وعلى أية حال - يقول الكاتب- فالاستجابة المناسبة التي ينبغي استقبال الموقف الأميركي بها يجب أن تكون حالة نفسية بين المفاجأة وخيبة الأمل. لكن ما الذي رمى إليه الأميركيون تحديداً؟.. لقد أرادوا إيصال رسالة إلى مختلف الفصائل والطوائف العراقية، مؤداها أنهم باتوا يفكر