عندما قمت بإعداد وتقديم حلقة الخيانة الزوجية في برنامج \"خطوة\" خلال الأسبوع الماضي، لم يخطر ببالي أنها ستكون من الحلقات المميزة في البرنامج، بل ومن الحلقات الأكثر متابعة ومشاهدة. دعوني ألخص لكم بعض المشاهد التي جرت قبل وبعد الحلقة، قبل الحلقة كنت متردداً وسألت نفسي هل نحن فعلاً بحاجة إلى مثل هذه العناوين. ما دفعني لعرض الحلقة كانت صرخة أنثى اتصلت بي كي تقول \"يادكتور كيف أحمي أسرتي من زوجي الذي يخونني وأنا أعلم\"، تأملت كثيراً في مجادلتها. وسألت من أثق بعقله: هل ترى معي أن موضوع الخيانة ينبغي أن نخصص له حلقة من برنامج \"خطوة\" ، فقال دون تردد نعم، ولم التردد، فقلت له أنا في حيرة من أمري فموضوع الخيانة لابد من طرحه، ولكن لدينا عقولا لا تحبذ مثل هذا الطرح، لأنها تعتقد أن الإعلام لا ينبغي له أن يروج مثل هذه الأزمات خشية أن يألفها الناس، فنكون مثل الذي أراد أن يعالج مريضاً فنقل عدوى المرض إلى الكثيرين. لكنني على يقين بأن معالجة مثل هذه القضايا عبر الإعلام أن أحسنا اختيار الضيف وعرض القضية، فإن آلاف البشر سيستفيدون من ذلك. النتيجة لم تكن في بالي، المكالمات التي تلقيتها بعد الحلقة، تثني كلها على الموضوع، ومن التقيت به خلال الأيام التي تلت الحلقة، أشادوا بعرضها ومدى الاستفادة منها. وضمن هذا السياق، فإن أكثر من 70 رسالة نصية قصيرة وردت لي على بريد البرنامج، تحمل تساؤلات الناس وهمومهم، شعرت بأني قدمت خدمة مناسبة عبر برنامج \"خطوة\" لكثير من الناس، فحمدت الله على ذلك، وبعدها تفكرت كثيراً في موضوع الخيانة الزوجية. ليس للخيانة ما يبررها، بل هي قرار اتخذه الإنسان وهو يدرك ما يفعل، كما أن عيوب أحد الزوجين لاتبرر الخيانة من الطرف الآخر، فنحن لا نعامل الناس بأخلاقهم بل بأخلاقنا، هاتان القاعدتان تلخصان لنا كثيراً من الهرج في موضوع الخيانة، فالأسئلة الكثيرة التي وردت من الرجال تقول: (زوجتي لاتهتم بي)، (زوجتي بعد الحمل و الولادة أهملت نفسها)...( لقد تحولت من إنسانة رشيقة إلى شخص آخر يقول لي فقط هات)...(المغريات من حولنا كثيرة، وزوجتي عاجزة عن إشباعي)...وقس على هذا النسق عشرات الرسائل الواردة من الرجال، وهي في ظنهم دوافع تجيز لهم الخيانة الزوجية، وفي حقيقتها لو تأمل فيها الإنسان تدخل في عامل التبرير كما يسميه علماء النفس، وهي محاولة خاطئة يقوم بها الإنسان بتبرير سلوك خطأ بربطه بمثير خارجي، كأن يقول التلميذ الفاشل في الدراسة لقد رسبت لأن أستاذي لا يعرف التدريس، فنقول له فكيف نجح الآخرون، وعلى هذا فإن الرجل الذي يبرر لنفسه هذه الخيانة يسعى لتبريرها بالتركيز على عيب في الطرف الآخر وهو ظلم لا يقبل، وسبب مرفوض. لو تأملنا كل ما سبق من شواهد، لرأينا أن الرجل له دور فيها؛ فمن قال إن زوجتي تغيرت بعد الحمل، أقول له: وهل تريد أطفالًا دون حمل وولادة، ثم ماذا فعلت كي تساعد زوجتك على أن ترجع لحالها بعد الولادة، أم أنك كنت تعد العدة لهذه اللحظة كي تستغلها. ومن أقبح الأعذار عند الرجال قولهم، كل الرجال الذين نعرفهم يخونون، فنقول لهم وهل هذا سبب مقبول لما تقوم به؟ من جانب آخر، رأيت أن أسوأ ما تفكر فيه المرأة أن تخون زوجها لأنه خائن، وهذا منزلق خطر لأن العاقل لايعامل الناس بأخلاقهم بل بخلقه هو. وهل إن رأت المرأة زوجها يسكر تشرب الخمر؟ ولو رأته ينتحر تقتل نفسها؟ إن هذا الفكر مرفوض شرعاً وعقلًا ، فما الحل؟ كلمة واحدة دعونا نسمي الخيانة زنا، وعندها سيعرف الزاني كيف يتعافى من هذا المرض.