بعد مطالعتي لمقال الأستاذ خالد الحروب المنشور في صفحات "وجهات نظر" يوم الأربعاء الماضي 25-5-2004، والمعنون بـ"بين الحرد والغنج: السياسة العربية في طور جديد" أرى أن ثمة عيوباً هيكلية أثرت على أداء الجامعة العربية خلال العقود الماضية منها أن ميثاق الجامعة يعاني كثيراً من المشكلات. السبب في ذلك أن معظم الدول العربية في فترة صياغة ميثاق الجامعة كانت مرتبطة باتفاقيات مع دول استعمارية، فالإرادة الحرة الكاملة لم تكن موجودة.
فالميثاق خلا من كلمة (الوحدة) وأقوى تعبير فيه هو التعاون والتشاور وهي أضعف درجات التنظيم الدولي. ومع ذلك وقبل أن نلقي اللوم على الآخرين يجب أن نلوم أنفسنا لأننا إذا فقدنا إرادتنا فهذه مسؤوليتنا وعلينا أن نتحمل النتائج بما فيها الهزائم التي نتعرض لها الآن. ولكي يتم انتشال النظام العربي من الضعف والخواء الذي يعانيه لابد من تحقيق ما يلي: إشاعة روح العدل والمساواة وتكافؤ الفرص للمواطن العربي الذي انتُهكت كرامته وسُلبت إرادته، فالإنسان العربي هو الأداة الفاعلة لبناء المستقبل، وضمن هذا الإطار يمكن امتصاص البطالة السائدة في معظم البلدان العربية من خلال سوق عربية واسعة، وإنشاء صندوق عربي يهدف إلى ردم الفجوة الواسعة التي خلقتها السياسات التنموية الخاطئة ما بين الدول الغنية والدول العربية الفقيرة.
وبما أن الجامعة العربية تستمد قوتها من قوة العلاقات العربية – العربية فلابد من صياغة ميثاق للعلاقات العربية -العربية تسوده الثقة التامة من شأنه أن يُفضي إلى استراتيجية عربية قائمة على إرادات سياسية ضمن إطار الجامعة العربية بعد تعديل ميثاقها وتفعيلها بالشكل الذي يجعلها مؤسسة للنظام العربي لاهيكلاً جامداً يُسقط فروض وجوده بين لحظة وأخرى.
وفي ظل موجة الإحباط السائدة الآن هل تستطيع الدول العربية الوصول إلى مرحلة يسود فيها الاتفاق حول نقطة محددة لضمان تفعيل العمل العربي وليس الوحدة الدستورية التي باتت أمرا خياليا؟
غفران يونس- بغداد