رصاص الاحتلال لا يميز بين طفل أو امرأة أو مقاوم أو حتى صحفي شريف يحاول أن يقوم بتأدية واجبه على أكمل وجه، كلهم بالنسبة للمحتل مجرمون لأنهم عرب مسلمون. ما ذنب الطفولة المعذبة على أيدي السفلة، كيف يشعر العرب عند مشاهدة طفل يبكي لفقده أبيه، مشهد مريع جداً أليس كذلك؟ لماذا هذه اللامبالاة المنتشرة بين صفوف شعوبنا العربية في هذه المرحلة؟ كم من مراسل اغتيل أثناء تأديته واجبه وخلّفَ وراءه أطفالاً صغاراً؟ من يعول تلكم الطفولة المعذبة؟ طفل في الحادية عشرة من عمره يبكي بحرقة وألم نتيجة اغتيال والده الذي يعمل مراسلاً صحفياً لقناة "الجزيرة" فى كربلاء. والعجيب في الأمر أن هناك من يدعي أنه يدافع عن الطفولة في أنحاء العالم، ولكن للأسف الشديد أطفالنا ليس لهم الحق في ما يطالب به أطفال العالم، لا يوجد من يشعر بآلامهم.
دماء الأبرياء تُلطخ وجه الأرض والجدران دموع ذويهم رخيصة... أليس من حقهم أن يعيشوا بسلام؟ ما ذنب أطفالنا في فلسطين والعراق؟ آلاف الشهداء ومئات الجرحى ومئات دون مأوى أو طعام و مئات يبكون من شدة الخوف، يبحثون عمن يهدئ روعهم ويمسح دموعهم. ألم يحن الوقت بعد ليتخذ العرب موقفاً موحداً لتخفيف معاناة الطفولة أو ربما محاولة لمنع الأسى والألم عنهم؟
زيزي العالي- البحرين