نافذة فرص في "كوبنهاجن"... والعنف يتواصل داخل العراق زيادة القوات الأميركية في أفغانستان، وقمة التغير المناخي في كوبنهاجن، وسياسات الاتحاد الأوروبي، والعنف في العراق، موضوعات نُسلط عليها الضوء ضمن إطلالة أسبوعية على الصحف البريطانية. *"مهمة طويلة الأمد": في افتتاحيتها يوم الأحد الماضي تحت عنوان" الاستعداد لبقاء طويل الأمد في أفغانستان، التمست "الصانداي تايمز" العذر للرئيس أوباما في تأخره في إصدار قراره بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، لأن القرارات المتعلقة بموضوعات على هذا القدر من الأهمية، غالباً ما يكون لها تداعيات خطيرة تستمر عادة لفترات طويلة من الزمن، ولأنه ليس هناك رئيس أميركي يمكن أن يتخذ قراراً متعلقا بنشر قوات في الخارج، دون أن يأخذ درس فيتنام في الحسبان. غير أنها ترى مع ذلك أن تحديد موعد للانسحاب في صيف العام 2011 سوف يؤدي إلى تشجيع طالبان، التي ستعتقد أن أميركا لم تتخذ مثل هذا القرار إلا بسبب الخسائر التي تتعرض لها على أيديهم. وترى الصحيفة أنه سيكون من الأفضل للرئيس الأميركي أن يستمع إلى رأي قادته المحنكين الذين يدعون إلى البقاء لفترة تتراوح ما بين خمس إلى ست سنوات إضافية. وترى الصحيفة أن قوات "الناتو" قد تضطر إلى البقاء لفترة أطول من ذلك قد تصل إلى عقود واستشهدت في ذلك ببقاء قوات الحلف في ألمانيا على الرغم من مرور عشرين عاماً على نهاية الحرب الباردة، وأن أي انسحاب متعجل، سوف يؤدي إلى سقوط أفغانستان مرة أخرى في قبضة "القاعدة"، وإلى تعزيز وضع "طالبان" وتحولها من حركة إقليمية النشاط والأهداف، إلى حركة يؤمن أعضاؤها بالجهاد العالمي ضد قوى الغرب. *"قمة الطموح": في معرض تناولها لقمة التغير المناخي المنعقدة في العاصمة الدانماركية كوبنهاجن والتي يشارك فيها 192 بلدا وتنتهي فعالياتها في 18 ديسمبر الجاري، رأت "التايمز" في افتتاحيتها تحت هذا العنوان أن المشكلة السياسية التي كانت تواجه قضية التغير المناخي دائماً هي أنه كان يتم التركيز فيها على البنود التافهة في حين تترك الأمور المنذرة بكارثة للبشرية دون اهتمام كاف. ورأت أن هناك فرصة طيبة أمام الدول المشاركة في هذه القمة لبذل الجهود الكافية للتوصل إلى صفقة للتغير المناخي تعتمد على تلافي أخطاء الماضي، على الرغم من إبرام هذه الصفقة إلا أنها يواجه بالعديد من الصعوبات منها عدم استعداد الدول الصاعدة مثل الصين والهند والبرازيل وغيرها للالتزام ببنود وشروط، يمكن أن تحد من نموها الاقتصادي من أجل علاج مشكلة لم تكن هي السبب فيها. وترى الصحيفة أن مشاركة الرئيس الأميركي في هذه القمة سوف يضفي عليها المزيد من الأهمية، وأن المشاركين في القمة يجب أن يستفيدوا من مشاركته في التوصل إلى اتفاقية مناخية. بيد أن الصحيفة أعربت عن تشككها في توصل القمة لاتفاقية أو صفقة فورية، وأن الأمر سيحتاج إلى الانتظار لمدة ستة شهور على الأقل للتوصل إلى اتفاقية تكون ملزمة قانونياً بعد ستة شهور. *"براون وساركوزي": في افتتاحيتها الأحد الماضي تحت عنوان "بريطانيا تتعرض للتهميش مرة ثانية من قبل الاتحاد الأوروبي. رأت "الديلي تلغراف" أن الساسة الفرنسيين قد أثبتوا تفوقهم مرة ثانية على نظرائهم البريطانيين في المناورة فيما يتعلق بصياغة السياسات المهمة في الاتحاد الأوروبي، وذلك عندما دعوا إلى عقد اجتماع لوزراء الزراعة في كافة دول الاتحاد لتبادل وجهات النظر بشأن صياغة سياسة زراعية جديدة، ولم يوجهوا الدعوة لوزراء الزراعة في خمس دول وهي بريطانيا، والسويد، وهولندا، والدانمارك ومالطا وهي الدول الخمس المعروف أنها تدعو إلى إجراء إصلاح فيما يعرف بـ"السياسة الزراعية الموحدة" CAP التي يرى البريطانيون أنها تقدم إعانات سخية للمزارعين الأوروبيين وتدمر في نفس الوقت القدرة التنافسية لنظرائهم في الدول الفقيرة. وترى الصحيفة أن هذا الاجتماع كان مقصوداً به شيء واحد هو وأد كافة المحاولات، التي تدعو لإصلاح هذه السياسة التي تسعى فرنسا إلى تركها على حالها لأنها تحقق فوائد لها، وهو ما نجحت فيه فرنسا بالفعل، بل ونجحت كذلك في تأمين حقيبة وزير السياسة المحلية في الاتحاد الأوروبي للفرنسي "ميشيل بارنيه" وتأمين حقيبة الزراعة لـ"باسيان سيولوس" الروماني ذي الميول الفرنسية، والذي سيعمل دون شك على تمديد"السياسة الزراعية الموحدة "CAP" وتمنت الصحيفة في نهاية الافتتاحية لو أن بريطانيا كانت تمتلك رئيسا للوزراء بدهاء الرئيس الفرنسي. *"عودة العنف" في افتتاحيتها أمس تحت عنوان"العراق يجب أن يقاوم المحاولات الرامية لتأجيل الجدول الزمني للانتخابات أكثر من ذلك"، رأت"الإندبندنت" أن التفجيرات المدمرة التي وقعت في العراق أول من أمس، تدل بوضوح على أن العراق أبعد ما يكون عن الهدوء والعنف، وأن هذه الهجمات التي استهدفت مواقع للشرطة، ووزارات ومصالح حكومية تحمل بصمات القاعدة، التي ربما تكون قد قررت تكثيف نشاطها مرة أخرى في العراق، بعد طردها من أفغانستان، ومن المناطق الشمالية الغربية من باكستان المتاخمة للحدود الأفغانية. وترى الصحيفة أن العراقيين سوف يرتكبون خطأ كبيرا إذا ما استمروا في تأجيل الجدول الزمني للانتخابات، لأن هذه الانتخابات تعد من الأشياء الضرورية لاستقرار الأوضاع في هذا البلد، وأن هذا تحديدا هو السبب الذي يدعو القاعدة، والجماعات المتورطة في العنف، لتنفيذ مثل هذه الضربات حيث تريد من خلاله إظهار ضعف الحكومة العراقية، ونشر حالة من الهلع توصل من خلاله رسالة واضحة للناخبين تحذرهم من مغبة المشاركة في تلك الانتخابات، التي لن تتمكن الحكومة من حمايتهم خلالها، وهو ما يلقي بظلال قاتمة على العملية السياسية في العراق برمتها. إعداد: سعيد كامل