قرأت مقال محمد عارف، "التحقيق حول العراق... بين الجد والهزل"، وإني أتفق معه في القول إن ما تقوم به لجنة "شيلكوت" التي أنشأتها بريطانيا مؤخراً للتحقيق حول الملابسات والدوافع المرتبطة بقرار حكومة بلير خوض الحرب ضد العراق وغزوه واحتلاله... هو في حقيقته عمل يفتقر إلى الجدية المفترضة في لجنة من هذا النوع وبمسؤوليات كالمسؤوليات المسندة إليها. فحين يعلن المرء أنه يحقق في معطيات وحقائق بدهيات أو مسلمات، مثلما إذا كان الماء يروي العطش، أو ما إذا كان الرصاص الحي قاتلاً، أو ما إذا كان الهواء غير ضروري للحياة... فإنما تحركه رغبة في تغيير ما هو محل قناعة وإجماع من الكل. كذلك حين يتجه التحقيق إلى معرفة ما إذا كان غزو واحتلال بلد مستقل وذي سيادة، عملاً مشروعاً أم غير مشروع، ففي الأمر إرادة لنقض إحدى بدهيات القانون الدولي ومسلمات شرعة الأمم المتحدة، أي حرمة استقلال الدول وسيادتها! فهيم بركات -الأردن