اعترافات الحرب الأفغانية... وما وراء لكمة بيرلسكوني الاعتراف بنقص العتاد الحربي في أفغانستان، وما وراء لكمة بيرلسكوني، والإسلام الراديكالي في الولايات المتحدة، وخطر تأجيل الانتخابات على حزب "العمال"...موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة البريطانية. اعترافات الحرب الأفغانية قالت صحيفة "ذي إندبندنت" في افتتاحيتها لعدد الأمس الأربعاء إن تصريحات وزير الدفاع البريطاني "بوب إينسورث" الصادرة يوم الثلاثاء الأول من أمس عبرت جهراً عن أمر واحد، إلا إنها حملت كثيراً جداً من المعاني الضمنية. فقد نادى الوزير بضرورة تحسين مستوى العتاد الحربي المستخدم في الحرب الأفغانية الدائرة، بحيث تشمل هذه التحسينات شراء 22 طائرة عمودية إضافية من طراز "تشينوك". ولا بد من إغلاق قاعدة "كوتيسمور" الجوية للمساهمة بتكلفة تشغيلها في شراء الطائرات العمودية المذكورة. والذي يقرأ من هذا التصريح هو وجود منطق مبرر للشكاوى المتكررة وانتقادات الكثيرين لنقص معداتنا الحربية في أفغانستان، لا سيما الطائرات العمودية، على رغم ما ووجهت به هذه الانتقادات من إنكار واستخفاف من قبل المسؤولين الدفاعيين. ولكن جاء هذا الاعتراف متأخراً جداً عن موعده المتوقع. وبالنتيجة فليس من الممكن توفر الطائرات العمودية المذكورة لقواتنا في أفغانستان قبل حلول عام 2013، مع العلم أنه الموعد الذي يفترض فيه خفض العمل الميداني الحربي هناك، فيما لو سار الجدول الزمني المعلن من قبل الرئيس الأميركي كما هو مقرر له. ولكن يبقى هذا مجرد احتمال يبدو تحقيقه بعيداً جداً حتى الآن. ومهما يكن فإن من الأفضل أن جاء قرار شراء الطائرات الإضافية هذا متأخراً بدلاً من ألا يأتي البتة. غير أن هذا الاعتراف من جانب وزير الدفاع لا يغفر لبلادنا تقصيرها في توفير ما يكفي لجنودها الذين يخوضون إحدى أخطر حروب القرن اعتماداً على عتاد حربي لا يفي بالغرض وميزانية لا ترقى إلى مستوى المهمة والحدث. والواجب أن يصحب هذا الاعتراف جهد واضح لإصلاح وتحسين مستوى إنفاقنا الحربي. ما وراء لكمة بيرلسكوني تناولت افتتاحية "الجارديان" الصادرة أمس الظروف والملابسات التي أحاطت بالهجوم الذي تعرض له رئيس الوزراء الإيطالي من قبل شخص مختل عقلياً، وأدخل بيرلسكوني بسبب اللكمة التي تلقاها من ذلك الشخص إلى المستشفى. وبينما فسر بيرلسكوني ما حدث له بأنه نتيجة لمناخ حملة كراهية قوية نظمت ضده، أكد فابريزيو سيشيتو -زعيم حزب شعب الحرية- الذي ينتمي إليه بيرلسكوني ما قاله رئيس الوزراء عن تلك الحملة، واستطرد في تسمية الأشخاص المسؤولين عن تنظيمها وقيادتها. لكن وبدلاً من البحث عن كبش فداء لما حدث، قالت الصحيفة على بيرلسكوني أن يتساءل عن الأسباب الحقيقية التي دفعت 250 ألف إيطالي للمشاركة في الحدث الذي حمل اسم "يوم بلا بيرلسكوني"، ونظم في بدايات الشهر الحالي؟ وقالت الافتتاحية إن عشرات المظاهرات تخرج في عدد من العواصم الأوروبية مؤخراً احتجاجاً على سياسات حكوماتهم. لكن مظاهرات الإيطاليين لا تخرج احتجاجاً على سياسات بيرلسكوني، بقدر ما هي احتجاج على بيرلسكوني في شخصه وفضائحه التي لا تعد. وعلى رغم شجب الصحيفة للكمة التي تعرض لها رئيس الوزراء، فإنها تشككت في أن تكون نتيجة عمل عدواني منظم استهدف بيرلسكوني. لندن وواشنطن في مركب الإرهاب معذرةً باراك...فكلانا الآن في مركب واحد: الإرهاب. هكذا جاء عنوان المقال التحليلي الذي نشرته صحيفة "ذي أوبزرفور" في عددها الأخير للكاتب "نك كوهين"، فكثيراً ما ساد الاعتقاد في واشنطن باستحالة أن يكون أحد المواطنين الأميركيين إرهابياً، وطالما نظر إلى الإرهاب على طريقة عناصر "طالبان" وتنظيم "القاعدة" على أنه ظاهرة أجنبية لا علاقة لها بأميركا. ولكن قرأ الكاتب تقريراً إخبارياً في صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخراً كشفت فيه أجهزة الأمن الباكستانية عن اعتقالها لخمسة مواطنين أميركيين في إطار حملتها الأخيرة على حركة "طالبان" على خلفية تبادلهم لرسائل إلكترونية مشفرة منذ عدة شهور مع أحد مسؤولي التجنيد في "طالبان". وترك المعتقلون المذكورون وراءهم في واشنطن شريط فيديو وصفته شرطة "واشنطن دي. سي" بأنه يحمل نبرات جهادية واضحة. وبعد أن أطلق الميجور نضال مالك حسن الرصاص على زملائه في قاعدة فورت هود بولاية تكساس وقتل منهم 13 جندياً، كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي عن تتبعه لعدد من رسائل البريد الإلكتروني التي تبادلها مع أنور الوكيل الذي عرف بتحريضه على "حرب الكفار" عبر أشرطة الفيديو التي يوزعها في المساجد وتجمعات المسلمين في بريطانيا. ولكن المرجح أن يكون مكتب التحقيقات الفيدرالي، قد استبعد أن تكون لتلك الرسائل أي علاقة بأنشطة الجماعات المتطرفة، طالما أن نضال مواطن أميركي ربما لم يكن هدفه وراء تلك الرسائل سوى دراسة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتبادل الآراء مع مسلمين آخرين في الدول الغربية. يلاحظ أن الخطاب الذي ألقاه أوباما في النرويج بمناسبة تسلمه لجائزة نوبل للسلام، جاء حاملاً ذات الأوهام التي تستبعد وجود الإسلام الراديكالي في بلاده. وينسجم ذلك الخطاب وما ظلت تكرره وسائل الإعلام الأميركي من تباه مستمر بنجاح أميركا في إدماج الجالية المسلمة في نسيج وثقافة المجتمع الأميركي، مقابل الفشل الذي صحب التجارب الأوروبية -وخاصة بريطانيا في هذا المجال-. لكننا نقول لأوباما إن المؤسف أن توفرت الأدلة على ركوبنا جميعاً لمركب الإرهاب داخل بلدينا. خطر تأجيل الانتخابات على حزب "العمال" في رأي الكاتب ويليام ريس-موج عبر المقال التحليلي الذي نشرته له صحيفة "التايمز" الصادرة يوم الاثنين الماضي أن "المحافظين" أشد ما يكونون حماساً لإجراء انتخابات عامة مبكرة، غير أنهم يتشككون في مدى مشاطرة رئيس الوزراء جوردون براون لهم ذات الحماس. وفيما لو تأجل إجراء الانتخابات حتى شهر مايو المقبل، فإن نتائج استطلاعات الرأي تشير إلى استمرار خسارة حزب "العمال" في كل أسبوع يمر من فترة التأجيل هذه. وهناك من بات يخشى من المحللين لاتجاهات الرأي العام من "المحافظين" من أن يسحق حزب "العمال" تماماً بحلول موعد التأجيل، خاصة وأن اتجاهات الرأي هذه تؤكد رغبة الأغلبية في التغيير السياسي. إعداد: عبدالجبار عبدالله