في مقاله الأخير، "الإعلام العربي والدور الضائع!"، انتقد الدكتور أحمد عبد الملك أداء ذلك الإعلام وبيّن قصور دوره وبعض المآخذ الأخرى على هيكليته وفلسفته. إلا أن عبارة مهمة لفتت انتباهي في هذا المقال وهي قول الكاتب إن "مفاهيم الإعلام العربي مازالت أسيرة الخوف". ولعلي أحد الذين يعتقدون أن مشكلة الإعلام العربي لا تكمن في القوانين المقيدة لحرية التعبير، أو في الدور الذي تلعبه السلطة الرسمية أحياناً في توجيهه وتدجينه، أو في المناخ الاجتماعي غير المهيأ لممارسة النقد وحرية التعبير الإعلامي... بقدر ما تكمن هذه المشكلة في الخوف الذي يأسر ذلك الإعلام من الداخل، بل يشل حركته ويغيب وعيه. لذلك مهما سنت الحكومات من قوانين لحماية حرية التعبير، ومهما توفر من ضمانات أخرى لحماية الحريات الصحفية، فإنه لا يمكن للإعلام العربي أن يطلع بدوره المطلوب ما لم نحرر الفاعلين فيه من عقدة الخوف وسلطان الخشية الكامن في أعماق الوعي ومناطق اللاشعور لدى هؤلاء الفاعلين. سليمان عوض -القاهرة