إن الركود الاقتصادي والبطالة المنتشرين في الوطن العربي يعودان بما لا يدع مجالاً للشك إلى مخرجات التعليم الجامعي الذي أصبح يعاني من التخلف في السياسات التعليمية التي انتهجتها الحكومات العربية. وبما أنني أحد الخريجين الجامعيين ممن عاشوا بين دهاليز "الحشو الأكاديمي" في الجامعة، فإنني أرى أن العالم يسير في اتجاه ونحن العرب نسير في اتجاه آخر، لن نستطيع الخروج منه إلا بعملية تغيير جذري، تبدأ باغلاق الجامعات العربية الحالية واستبدالها بأخرى.
فبالله عليكم ماذا تريدون من خريج جامعي عاش بين "حشو التخلف العلمي"؟ وماذا تريدون من خريجي هذه الجامعات وهم لا يستطيعون صناعة إبرة بخامات محلية أو صناعة قلم؟ لماذا لا نغلق الجامعات والتعليم الجامعي ونستفيد من الخسائر التي تتكبدها الحكومات العربية على التعليم الجامعي في مجالات أخرى ربما تعود بالفائدة الاقتصادية على الاقتصاد العربي؟
لماذا لا نفتح مزيداً من المعاهد ومصانع التدريب المهني المتخصصة في المجالات الميكانيكية والإلكترونية، تقوم على أسس علمية بحتة؟ وإذا لم نستطع فتح المصانع والمعاهد العلمية لماذا لا نفتح باب المعاهد الزراعية؟
إنني أرى أن الوقت حان لإحداث نقلة نوعية في مؤسسات التعليم العربية، وعلى القائمين وأصحاب القرار في هذه المؤسسات مراجعة احتياجاتهم الحقيقية من خريجي الكليات والجامعات العربية وانتشال الطلبة من الضحالة العلمية التي يعانون منها، فقد أصبح معظم طلاب الجامعات العربية ينظرون إلى دراستهم الجامعية على أنها تأدية واجب فقط.
فهيم اليافعي - أبوظبي