في مقاله الأخير، "المسيحيون العرب والقلق على المصير"، استعرض الدكتور رضوان السيد وثيقة فاتيكانية صادرة في الآونة الأخير حول أوضاع المسيحيين في المشرق العربي، وتطرق إلى ندوة نظمتها جهة غير قريبة من الفاتيكان حول الموضوع ذاته أيضاً... وفي كل ذلك يبدو أن الحديث حول أوضاع المسيحيين العرب كان فاجعياً إلى حد كبير. لكن ما لم يقله أحد في هذا الخصوص هو أنه لا يصح منهجياً وواقعياً النظر إلى أحوال المسيحيين في المشرق العربي بمعزل عن السياق العربي العام، أي واقع العالم العربي بما ينطوي عليه من أزمات متتالية أضعفت التطور الاقتصادي والديمقراطي والاجتماعي فيه، وقد لعبت التدخلات الخارجية والاحتلالات الأجنبية دوراً كبيراً في ذلك التعسر التاريخي. ومما لا يذكره أحد في هذا الصدد أيضاً أن معاناة المسيحيين الفلسطينيين تعود إلى الاحتلال الإسرائيلي بشكل أساسي، وكذلك معاناة في أوضاع المسيحيين العراقيين والتي جدت فقط عقب الغزو الأميركي. ثم إن تحديات مثل الاستبداد والتطرف وغياب مفهوم المواطنة وضعف الاندماج... هي أزمات يعاني منها الجميع في المشرق العربي وليس مسيحيوه فقط، بل ربما كان هؤلاء أفضل حالا من حال الكثيرين داخل الأغلبية في معظم المجالات والأحوال. عماد كريم- دبي