أعتقد أن وجهة النظر التي قدمها الدكتور حسن حنفي في مقاله "تركيا بين العثمانية والقطرية"، حول العلاقات العربية التركية، تنطوي على قدر كبير من الصحة والصوابية. فهذه العلاقات، كما أوضح الكاتب، تعرضت لكثير من سوء الظن والتقديرات الخاطئة، إن لم أقل للتشويه الممنهج من جانب الأطراف الغربية التي مارست قدراً غير قليل من التحريض في أوساط النخب العربية ضد الخلافة العثمانية، فصورتها كدولة غزو واحتلال أجنبي واستعمار ثقافي... ليتضح فيما بعد أن كل هذه الأوصاف تنطبق بالأحرى على "المحررين" الأوروبيين، فضلا عن الدور الذي سيلعبونه في إقامة دولة إسرائيل وضياع فلسطين التي رفض الخلفاء العثمانيون، على ما حل بهم من ضعف وما عُرض عليهم من إغراءات كبيرة، التنازل عن شبر واحد منها. لذلك فإنه قد آن لنا، كعرب وكأتراك معاً، أن نعيد قراءة التاريخ، ليس بغرض تحديد المسؤولية والإشارة إلى المذنب، بل لاستنباط الفكرة وإدراك المغزى، وللتمعن في خريطة الواقع، بما تنطوي عليه من علاقات مشتركة ومصالح كثيرة ممكنة. إبراهيم عمار -القاهرة