يوم السبت الماضي، شرح غازي العريضي في مقاله المعنون بـ"إسرائيل ثابت أميركي" ورطة أميركا في المفاوضات عندما أشار إلى أن، قالت للفلسطينيين لا تذهبوا إلى المفاوضات إلا بعد تجميد الاستيطان. والحقيقة أن هذا نابع من كون الأميركيين بالغوا في تقدير إمكانياتهم في التأثير على الأطراف الرئيسية للنزاع، الذي لو كان باستطاعتهم أن يتم ذلك لحصل على مدى العشرين سنة الماضية حيث أن إسرائيل تمارس أقسى التصرفات على شعب فلسطين وعلى سمع ونظر كل العالم، ومن هنا يفهم الأميركيون تعنت الفلسطينيين في العودة إلى المفاوضات. ومن ثم اجتمعت اللجنة المتابعة لقرارات المبادرة العربية لتقرر مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل مع وقف الاستيطان، لأن الفلسطينيين ألقوا بالكرة في ملعب هذه اللجنة للحصول على هذا التفويض وبضغط من أميركا، وكأن إسرائيل ستستجيب لما لم تستجب له على مدى عشرين سنة من التفاوض حيث أن العودة إلى المفاوضات هي رغبة أميركية فقط، وأن القدس لم تكن حاضرة على الأجندة من ضمن بنود هذا الاجتماع. من الواضح أنه لا يوجد شريك إسرائيلي مفاوض، وقد أثبتت الأيام ضيق أفق المفاوضين الإسرائيليين ومراوغتهم وجرهم إسرائيل إلى هاوية سحيقة، ويتمثل ذلك جلياً بنقلهم مطارات وسكان من الوسط الإسرائيلي إلى منطقة الجنوب تحسباً وخوفاً وجبناً من وقوع حرب. هاني سعيد- أبوظبي