في بعض المناطق الجغرافية الواقعة على مدار السرطان، كما هو حال بنجلاديش، يمتد الشتاء الاستوائي المعتدل من شهر أكتوبر إلى شهر مارس، ويكون الطقس عادة حاراً صيفياً، رطباً، في الفترة ما بين شهر مارس إلى شهر يونيو. ومع انسلاخ كل فصل وظهور تباشير الفصل الموالي تنقلب دورة حياة الناس، فيضطرون لتغيير وجهاتهم الترفيهية، كما نرى هنا هذين الزوجين البنغاليين وقد قررا أن تكون وجهتهما إلى شاطئ كوكسيس بازار، الواقع على بعد 296 كلم جنوب دكا، هرباً من درجات الحرارة التي بدأت ترتفع بشكل متواتر في العاصمة. ولأن الخروج من شرنقة المدينة الغاصة بالسكان يعتبر في حد ذاته لحظة هانئة تستحق الاحتفال، اصطحبت الأسرة معها المصور لكي يسجل كافة تفاصيل هذه الزيارة المبكرة للشاطئ احتفاء بمقدم تباشير الصيف، في بلاد معروفة بشدة تقلب طقسها وهشاشة توازنها المناخي، بل يعتبرها كثير من نشطاء البيئة بمثابة الحلقة الأضعف، والبارومتر المعبر بقوة عن المخاطر المنتظرة بسبب تداعيات الاحتباس الحراري، نتيجة انخفاض معظم أراضيها حيث لا تتعدى في الغالب 12 متراً عن سطح البحر، ويكفي ارتفاع مياه البحر بمتر واحد لكي تغرق بالكامل 50 في المئة من أراضي بنجلاديش. ولكن في انتظار ذلك يُقبل الناس هناك على مباهج الحياة مستقطعين لحظات السعادة، غير عابئين بأمواج الشؤم المزعومة الآتية، لأن الحياة جديرة بأن تعاش، حتى لو جاء من بعدها الطوفان!